المذهب، ونشأ ولده هذا على قراءة وخير إلى أن فضل، وسبب تحنفه أنه أسره تيمور، واستمر في تلك البلاد إلى أن كبر واشتغل على مذهب أبي حنيفة، وكان عزمه أن يشتغل على مذهب الشافعي، ثم إنه لازم الشيخ يوسف المغربي الحنفي، وكان قرأ عليه القرآن، فاشتغل عليه في مذهب أبي حنيفة، وكان يروح معه إلى طاحون داخل باب السلامة، يكتب عليها، فيقرأ عليه هناك إلى أن توفي، ودخل الجامع الأموي واشتغل على علماء الحنفية كالشيخ قوام الدين، ثم ولي نيابة القضاء، وآل آمره إلى ما آل رحمه الله تعالى.
وفيه توفي الشيخ علي الفحام المغربي، كان حانوته تجاه مسجد الرأس، وذلك من داخل باب الفراديس، يبيع بها الحطب والفحم وغير ذلك، وكان شيخاً صالحاً رحمه الله تعالى.
وفي يوم السبت سابعه دخل إلى دمشق من القاهرة أمير مقدم ألف، متوجهاً إلى حلب، ويدعى تاني بك الجمالي.
وسرق في ليلته ثلاثة حوانيت لتجار النصارى، جوار خان السلطان، شمالي النقلية من جهة الفواخرة، وكان ذلك قبل أن تقفل الأسواق ودوران زفة القلعة، واستمر الصوت عاقداً على السراق إلى حارة الشويكة، وتبعهم حاجب الحجاب ثم رجع، وخرجوا جماعةً على الصوت فضربوا شخصاً فجرح.
وفيه توفي في المارستان النوري أبو بكر بن الخابوري، وهو من ذرية ابن منيح، من الأصلاء ذوي البيوت.
وفي يوم الاثنين تاسعه سافر تاني بك الجمالي بك الجمالي إلى جهة حلب.
وفي يوم الأربعاء حادي عشره ورد كتابان من القاهرة من جمال الدين العدوي قريب الصلاحي، ومن القاضي قطب الدين الخيضري، للبدر بن الصاحب، بولاية صلاح الدين العدوي قضاء الشافعية بدمشق، وشهاب الدين بن الفرفور نظر الجيش بها، ونجم الدين بن الخيضري كتابة السر بها أيضاً؛ وذكر أنهم لبسوا في يوم واحد، وقد قدمنا ذكره، بعد أن كانت وظيفة القضاء انتظمت لابن الفرفور، وطلع ليلبسها، فقال السلطان: وليت هذا القضاء؛ يعني الصلاحي، وهذا نظر الجيش، يعني ابن الفرفور، فتمنع بعض شيء، فأكره على لبسها، وتغير السلطان من تمنعه، هكذا قيل، فلبسها بكرهٍ؛ وهذا كتابة السر، يعني الخيضري، فسبحان الفعال لما يريد.
وفيه جاء الخبر بموت أبي بكر بن عبد الباسط، وهو أكبر أولاده.
وفي يوم الجمعة ثالث عشره صلي على الشيخ العالم المحدث نجم الدين محمد المدعو عمر بن