للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلفها من القبلة، ولم تلحق الجانب القبلي الذي فيه المئذنة الجركسية، ولا ما شرقيه من سوق الغزل، ولا سوق المنجدين والفسقار.

وفيه كبس بيت الأمير عزّ الدين ناظر الجوالي، الغائب بمصر، وهرب أخوه من أيدي الأعوان، راكباً مكشوف الرأس فأخذوا عمامته، وقبضوا أخا زوجته، ووضع بالقلعة، بعد أن أشيع بدمشق مجيء عزّ الدين من مصر على وجه جميل؛ ثم ورد أنه وضعه السلطان بالقلعة في الحديد، وأسلمه لابن موسر البرددار، ونزل به على أعين الناس في الحديد.

وفي يوم الثلاثاء، يوم عاشوراء، رسم بأن يؤخذ من بيت كل قاضٍ شاهد، وأن يضبط موجوده في بيته وغيره، فضبط ووضع في مخزن وختم عليه، واستمرّ أخو زوجته بجامع قلعة دمشق، قرب المحيوي بن يونس الحنفي، والنجمي ابن الشيخ تقي الدين، وفيه جماعة أخر ورد فيهم مرسوم على مال، ولا قوّة إلا بالله. - وفي يوم عاشوراء المذكور، قتل منطاش من المزّة، وضرب بنشّاب ابن الحفبراني، ومات في ليلة السبت حادي عشريه.

وفي ليلة الجمعة ثالث عشره رجع النائب من سفرته، من بلاد حوران. - وفي هذه الأيام وقع الأمير حاجب الحجاب بجلال الدين زريق بن علاء الدين البصروي، لتجرؤه على فتح باب من البيت وقف التوريزي، إلى حمّامه، وعلى فتح باب إلى بيت الخطابة، وفي عمل مجلس كبير له، وفي تقصيره في إبطال الأيتام من المكتب، واستغراقه وظائف الوقف لنفسه وأولاده، وغير ذلك.

وفي يوم الأربعاء خامس عشره وردت كتب من الوفد الشريف؛ وأن الوقفة كانت الاثنين، وأن كل صنف كان موجوداً إلا الجوز الهندي والتمر، لكن القماش الأزرق أكثر من البياض، وأن بركات، سلطان مكة، أوصلهم إلى قريب عقبة أيلة، وأن جماعة ماتوا، منهم ابن مقلب بمنزلة قاع البزوة.

وفي يوم الأحد تاسع عشريه قوي الهواء قوة كثيرة، فكسر أشجاراً كثيرة، وعند غروب الشمس زاد قوة حتى سقط الصحن النحاس الكبير، الذي فوق النحاس المشبك، الذي برأس العمود الغربي الجامع الأموي، الذي وضعه، والشرقي معه، قاضي دمشق محمد، لأجل التنوير ليالي الجمع، في شهر رمضان سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.

وفي يوم السبت خامس صفر منها، لبس النائب خلعة من قبلي البلد، حمراء خاص،

<<  <   >  >>