للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الأحد سلخه توفي صاحبنا الرجل الصالح تقي الدين بن المجنون، النساج في القطن، عن ولد كبير، ودفن عند شيخه وشيخنا أبي الفتح الإسكندري، بمقبرة الحميرية.

وفي بكرة يوم الاثنين، يوم العيد، خرج عثمان بن دودو، ويعرف بابن سقط، من بيته للصلاة، فنزل على زوجته الضعيفة رجل من السطح، وضربها في أماكن، وأخذ ما في يديها وأذنيها من الأساور والحلق، ثم أتى زوجها فرآها ميتة مضروبة، فجاء بعذ الظلمة ورمى على أهل المحلة دارهم كثيرة بسبب ذلك، ودفنت بالقلندرية.

وفي بكرة يوم السبت سادس شوال منها، سافر الأمير يخشباي المعزول عن حجوبية دمشق، إلى مصر مطلوباً، ليولى أمرة ألف.

وفي يوم الأحد سابعه أفرج عن القاضي الحنفي المحيوي بن يونس من القلعة، وله بها عشرة شهور.

وفي يوم الاثنين خامس عشره سافر جماعة برد بك حاجب دمشق، إلى بلدة قرب صرخد، التي غالب أهلها نصارى، لشهوة لخمر، فنهبوا جميع من فيها، دواباً وإناثاً، وقبض على جماعة، ودخلوا دمشق يوم الأربعاء في الجنازير مع شدة الجليد والبرد، الذي قل أن يكون وقع مثله في هذه الأزمان، مع كثرة الظلم، وقلة اللحم، ووقوف الحال.

وفي هذه الأيام تفرقت وظائف السراج الصيرفي، وأخذها من لا يستحقها لأغراض مملوكه طوغان، المنزول له عنها قديماً، لما رأى من ظلم القاضي، حتى أخذ مني التعيس المحيوي بن شعبان الغزي، قراءة المصحف المؤيدي تحت قبة نسر الجامع الأموي، التي كان السراج المذكور نزل لي عنها، من نحو سبع سنين، وقال إنها من وقف الجامع، وإنها تحت نظر النائب، فقرره فيها.

ثم أقام بينة زوراً في معنى الفصل، إنها كانت عند الموت بيد السراج، وحكم في

<<  <   >  >>