للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصالح القاضيان ابن قاضي علجون، وابن الفرفور، وبعد كلام كثير، على مبلغ مائة وخمسين ديناراً. وفي الخميس سلخه لبس الأمير أصباي، أمير ميسرة، أمرة الحاج، ورسم له بمبلغ جيد يأخذه من القلعة، يستعين به.

وفي يوم الأحد ثالث جمادى الآخرة منها، ضيف الشمسي محمد بن الأكرم. لشيخنا المحيوي النعيمي ببستانه، بآخر قرية بيت الآلهة، وفطره على تين ماسوفي، ولاقيتهم إلى هنا، ثم ذهبنا جميعاُ إلى المقام بقرية برزة، فزرناه، وأسمع شيخنا المذكور كتابه " تحفة البررة في الأحاديث العشرة " لولد الشمسي المذكور، الخماسي السن، أبي البقا محمد: ولولد أخيه الشمسي محمد بن القاضي كريم الدين، من لفظه، وحضر المجلس ابن الصاحب، وابن الزيني خضر، وجماعات، ثم دعا وانصرفنا، وكانت برزة حينئذٍ قليلة الماء.

وفي هذه الأيام سكنت امرأة غريبة، قيل إنها من بلد يافا من بلاد صفد، بمحلة السويقة المحروقة، وأخذت بنتا صغيرة، نحو الخمسن سنين، لبنت جارها، فخنقتها وأخذت ما بأذنيها من الحلق، وما بيديها، من الأسورة، وما برجليها من الخلاخيل، وأخفتها في بيتها قتيلة، فأقر عليها ابن صغير عندها، فضربت فأقرت، وظهر معها ما أخذته منها، فأتى بها وحفر بيتها، فإذا هي مخنوقة بسيرٍ في رقبتها، وقد ازرقت، فأمر بشنقها، فشنقت على رأس زقاقها في يوم الأربعاء سادسه، ثم جهزت البنت ودفنت، وقد حزن الناس عليها حزناً شديداً، ثم أنزلت المرأة المذكورة بالحبل الذي علقت فيه، وسحبت كالكلب الميت إلى جانب نهر قليط، ثم دفنت، وقيل إنها قتلت خمسة أنفس.

وفي هذه الأيام شاط مماليك نائب حماة المعزول عنها، الساكن بالخراب، داخل دمشق، وتسلطوا على أخذ الشعير وغيره. وفيها مر مملوك من مماليك النائب بدمشق، على بعض المارة قريب باب القلعة، فقبض عليه وأدبه نائب القلعة، فلم يسهل على النائب، وأرسل إلى الحاجب يقول له: البس نيابة الغيبة حتى أذهب إلى مصر. وفيها قبض نائب القلعة على علاء الدين الرملي، وزوج ابنته ابن الشهاب الرملي، واختفى الشهاب المذكور، ثم ظهر بعد أيام، وأطلقهما.

وفي يوم الاثنين حادي عشره لبس النائب خلعة حمراء بسمور خاص، جاءت من مصور على يد خاصكي هو أنيته إلى مصر، أرسله السلطان كالمعاتب له على يديه، واسمه

<<  <   >  >>