تنم، وهو قريب من سن النائب وهيتئه. وفي يوم الجمعة خامس عشره نصب الصنجق بالجامع الأموي على العادة، إعلاماً بالتهيؤ لأمر الحج في هذه السنة، لا جتماع شروط السفر، من ضبط مشائخ العرب بني لام، والأمراء، وابن ساعد، ولكن قد تعلق الغلاء في غالب البلاد.
وفي ليلة السبت سلخه خرج علاء الدين علي بن عبد اللطيف بن بطيبط الرملي، صبي شهاب الدين الرملي، إلى المدرسة النورية الكبيرة، إلى عند الزيني الغزي، ثم رجع على الرصيف فخرج عليه جماعة، فضربوه بالسيوف وغيرها إلى أن تلف، فهرب كبيره شهاب الدين الرملي إلى بيت المحب ناظر الجيش ليحميه، فأتى إليه أردبش دوادار النائب وجماعته وأخذوه بإهانة إلى حبس باب البريد، ونهب بيته، حتى القمح والشعير، وأشيع عنه أمور؛ وكان علاء الدين المقتول قد استأذن النائب في السفر إلى مصر، فأذن له، فشرع في التأهب لذلك، فخاف أعداؤه منه، ووقع في هذه الليلة ما وقع، واستمر شهاب الدين الرملي في حبس باب البريد إلى يوم موسم الحلاوة، يوم الخميس ثاني عشر رجب منها، فأفرج عنه.
وفي يوم الأحد ثامن رجب المذكور، توفي الرجل الذي يزعم أنه من ذرية سيدنا جعفر، الشهير بالدفة العيبي كان ثم الفاخر السفار بالضيائية، قبلي العادلية، من صدمة دابة كان راكبها عند باب حبس باب البريد، وجهز وصلي عليه بالجامع الأموي، ودفن بالحميرية، عن أخيه الشاهد بمركز باب السريجة، وكان يكرهه، وابنه فورثاه رغماً عليه، وعن زوجته، أخت شمس الدين محمد بن حسن بن مختار الطواقي.
وفي هذه الأيام ورد كتاب من المحيوي بن الكركية الحريري، من مكة، ذكر فيه وفاة جماعة منهم ابن غنائم من العنابة، ومنهم شمس الدين الطواقي المذكور، ثم تبين الكذب عنه، وصح عن الأول، وتاريخ الكتاب خامس ربيع الآخر منها. وفي يوم الثلاثاء سابع عشره عزل خشقدم الخازندار من الحسبة، وأبقى له الخازاندارية. وفي يوم الاثنين سادس عشره أدير المحمل بدمشق.
وفي يوم الأربعاء ثامن عشره سافر النائب إلى وادي التيم، والقاضي الشافعي إلى الدورة على بلاده، والمحب ناظر الجيش إلى الدورة إلى بلاده أيضاً - وفي ليلة الأربعاء خامس عشريه، وهو سادس تشرين الأول، قريب نصف الليل، وقع بدمشق بعض برق ومطر بل وجه الأرض، وهو أول برق ومطر وقع في هذه السنة.