غير ما تقدم أخذه منه، فقال له: هذا جزائي منك، فرسم عليه الطشتخانة بدار السعادة إلى قريب العصر، فدخل بينهما بعض المباشرين، فجعلت أكثر، قبل ألف دينار ومائتا دينار، وخلع عليه، وأوقدت له العوام السرج في مروره إلى بيته بباب السريجة.
وفي صبح يوم الجمعة سادس ربيع الأول منها، توفي حسن بن بحيلق الرملاوي، ثم الدمشقي، بطابونته فجأة، في غيبة ولده إبراهيم بمصر، ثم حضر في سلخ ربيع الآخر. وفي يوم الثلاثاء سابع عشره خرج النائب إلى المرج، فشرب شربة، ثم خرج الطلب من دمشق إلى الكسوة، ثم جاء إليهم النائب من المرج، وسافر من هناك إلى مصر دواداره ... وهو للإصلاح بين مشائخ العشران وجعل مرجعه دمشق إلى الحرك، ولا قوة إلا بالله. وفي يوم الخميس تاسع عشره، وقع الحرك بيونس الأستادار قبله، وضربه....
وفي يوم الخميس ثالث ربيع الآخر منها، رجع طلب النائب إلى دمشق، من بلاد حوران، ودخل هو ليلة الجمعة رابعه، وفي يوم الجمعة المذكور توفي ولد محيي الدين يحيى بن أخي تاج الدين، وصلي عليه بالجامع الأموي، ثم دفن بتربة جديدة قبلي الصابونية، وشمالي تربة الطواشي، عمرها والده يحيى المذكور.
وفي يوم السبت خامسه ولي النائب الأستادارية ليونس المعزول، وعزل الحرك. وفي الثلاثاء ثامنه توفي حسن الأتوني السطيح، عن دنيا، ووقع حريق في شمالي مسجد التوبة خارج باب الفراديس، في اليوم المذكور. وفيه أذن النائب في قطع رؤوس جماعة من الدروز، عند مقابر النصارى واليهود.
وفي يوم الأربعاء سادس عشره أتى من القدس الشريف قاصد ملك الأمراء، نقيب الأشراف العجمي، وصحبته ابن أخي أبي الفضل بن أبي اللطف القدسي، لابسين خلعتين، وصحبتهما من آثار النبي صلى الله عليه وسلم، قدح وبعض عكاز معطبين، فوق رأس رجل حامل لهما، قدام ملك الأمراء، والقضاة ومتصوفة دمشق وغيرها قدامها بالأعلام وضرب المزاهر.
وقد خرج كثير من العوام للنظر إلى ذلك، فسألت عن ذلك فقيل لي: كانت هذه