القدح، وبعض العكاز، عند والد ابن أبي اللطف، وصلت إليه من بيت ابن القلقشندي، فنم بعض الناس ذلك لملك الأمراء، فطلبهما منه ليتبرك بهما، وأرسل العجمي المذكور، فأتى بهما عارية ومعه ابن أخي أبي الفضل المذكور، ثم تبين أنهما ليسا من الأثر النبوي، وإنما هما من أثر الليث بن سعد، عند القلقشندي.
وفي هذا اليوم أفرج عن الحرك، المعزول عن الأستادارية، بعد شفاعة الخازندار فيه، وغيره، على مال. في هذه الأيام شاع بدمشق موت أمير آخور الرماح، الباش الراجع من حلب إلى مصر بعد أن أهلك الحرث والنسل، وخرب البلاد، وكان قدم القاضي الشافعي ابن الفرفور، والمحب ناظر الجيش، عند السلطان، فأرسل مرسومه بعزل الاثنين.
وفيها شاع بدمشق أيضاً، أن ناظر الجوالي، المحب بن الخيضري، قد تولى قضاء الشافعية بدمشق، مكان ولي الدين ابن أخته. وفيها شاع بدمشق أيضاً موت الأمير الكبير بمصر، سودون العجمي، الذي كان قد ولي كفالة الشام، وولى الأمرة الكبرى مكان أركماس، الذي كان نائب الشام.
وفيها أيضاً ورد مرسوم شريف بإكرام محمد بن عمر خروب الهيثمي، خادم ركاب كان، وأنه أنعم عليه بقيراطين بقرية العباسة، وذلك لكثرة ذوكرته، ووصف في المرسوم بأنه شريف حسيني حصني، والثلاثة أوصاف منكرة فيه، مع زيادة قلة عقله، ولا قوة إلا بالله.
وفيها أيضاً شاع بدمشق أن السلطان ولّي ولده محمد أمرة آخور كبير بمصر، عوض الرماح الذي هلك. - وفي يوم الجمعة خامس عشريه صلّوا بالجامع الأموي، عقب صلاتها، على رجل ترجموه بالحديث والعلم غائبة، توفي بخط دمياط.
وفي يوم الخميس ثاني جمادى الأولى منها، أتى محمد البعناوي، أحد الشهود بميدان الحصى، بورقة فيها من منظومات المتقدّمين منظومة تائبة في مدح النائب، وزاد في إطرائه ليظهر نفسه مع كبر عمهٍ على جهل ويتزّيا بزيّ الفضلاء في حجّة أن يعطيه جائزة، فلم يمكّن من قراءتها عليه، وإنما قرأها عليه المحبّ الموقّع.
وفي يوم الخميس تاسعه نودي على أن كل رطل لحم ضاني بأربعة دراهم، والمعز بثلاثة، والبقر بدرهمين. - وفي هذه الأيام انتقل الشيخ الصالح عبد الوهاب الصفوري الصوفي، من الصالحية إلى بيت المرحوم شمس الدين الطواقي، ونصب أعلامه بمسجد الطالع، وفرح أهل قبر عاتكة به، لعل أن ينكشف عنهم الظلم، والتفوا عليه.