للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم وجهوا إلى المتسلم إلى القابون ابن قرقماس فأخبره ذلك، فدخل ومعه نحو من مائتي نفس، فأنزل ببيت أردبش، شمالي المدرسة العزيزية، ثم إنه أرسل قفل أبواب البلد، وحط عند كل باب بعضاً من جماعته، وجاء إلى الجامع الأموي، ومعه القضاة الأربعة الشاميون، والشيخ عبد النبي، وكتبوا يعرفون ملك الروم بما وقع، لينادي في عسكره بعدم الأذية وأرسلوا إلى كل حارة من حارات دمشق، كالصالحية، اثنين من جماعته ليدفعوا عن تلك الحارة من يؤذي من العسكر، ففرح بهم العوام.

وفي يوم الجمعة تاسع عشريه دخل دمشق خير بك، المعزول عن حلب، وهو محلوق اللحية، وعليه لبس العثمانية، ومعه يونس العادلي أحد المباشرين بمصر، والمتسلم الجديد مصلح ميزان، وأتوا إلى علي باي نائب قلعة دمشق وتحادثوا، ثم خلع نائب القلعة على المتسلم الجديد.

ثم دخل نائب الشام الجديد من قبل ملك الروم سليم خان، واسمه يونس باشا، ونزل بالمرجة، غربي الميدان الأخضر، فأتى إليه خير بك المذكور، ثم عاد إلى نائب القلعة وأخذه، وذهب به من القلعة إلى نائب القلعة وعلى زيهم بكفوف ذهب، وألبس لجماعته لكل واحد منهم خلعة، وعادوا إلى القلعة، بعد أن اتفق النائب الجديد، مع نائب القلعة، على أن يمسكها إلى أن يحضر السلطان.

ثم في يوم الجمعة خطب على منبر الأموي الولوي بن الفرفور باسم ملك الروم، وكذا في سائر الجوامع.

ثم تتابع دخول العسكر، فذهب بعضهم ونزل على أناس خارج دمشق كرهاً، فذهبوا إلى نائبها واشتكوا عليهم، فجاء ربطهم في حبال، ثم ذهب بهم إلى ضفة الخضر وضرب أعناقهم، فارتدع بقية العسكر بهم.

وتوجه شيخنا عبد النبي والشيخ شمس الدين الكفر سوسي إلى ملاقاة ملك الروم، ومعهما جماعة فلم يجتمعوا به.

ثم جاء قاضٍ حنفي من قبل ملك الروم، وهو علي زين العابدين بن الفنري، ونزل في بيت الولولي بن الفرفوري، فأتى إليه بمشروب، فلم يشربه، وبمأكول، فلم يأكله؛ ثم ولى من تحت يده الشمس بن البهنسي الحنفي، والشهاب الرملي الشافعي، والشمس بن الخيوطي المالكي، وتعاطى الحسبة، ثم حصر الشهود في ثمانية في جميع البلد، وألزمهم أن لا يشهدوا إلا ببابه بدرهم معين، وهو على الورقة غير ورقة العقد خمسة وعشرون درهماً، منها عشرون له، ودرهم للنائب الذي يحمل تلك الورقة، وأربعة للشهود ثم زادوا ذلك درهماً للمحضر؛ وعلى ورقة العقد إن كانت بكرا مائة وإن كانت ثيباً خمسة وسبعون، وما زاد على الخمسة

<<  <   >  >>