نودي بدمشق بأن أحداً لا يخرج من بيته من بعد المغرب، وصعب ذلك على الناس وتريبوا.
وفي يوم السبت حادي عشريه نودي بدمشق عن النائب، بأن أهل الحارات يحضرون ولا يتأخر أحد، فحضروا، ودركهم أمر زعرهم، وكتب أسماءهم الرجل الأزعر ومن تدركه. وفي يوم الخميس سادس عشريه فوض قاض الأروام قضاء ميدان الحصى، إلى صاحبنا الزيني بركات ابن قاضي زرع.
وفي يوم الثلاثاء ثاني ربيع الأول منها، وقع القاضي شمس الدين بن البهنسي بشمس الدين البقاعي، وكشف رأسه بمجلس عام، قابله الله تعالى بذلك، ولم يسهل على أكابر دمشق، لأمن البقاعي المذكور رجل معتبر من وجوه عديدة، أحدها دينه، وثانيها محبته للصلحاء، وثالثها كرمه لهم، ورابعها شيخوخته، وخامسها كونه صهر شيخ البلد السيد كمال الدين بن حمزة.
وفيه كان آخر الوقعات بين ملك الروم والجراكسة، وبها ملك مصر. وفي يوم الاثنين ثامنه ورد إلى دمشق أروام كثيرة، قيل إنهم نائب آمد وجماعته، ونائب الرها وجماعته، ومعهم هدايا لقاضي البلد الرومي، طردهم الخارجي إسماعيل الصوفي.
وفي يوم الثلاثاء تاسعه، وهو سلخ آذار، أوقف أخونا المحب جار الله بن فهد المكي، لشيخنا المحيوي النعيمي، على ما هم به من جمع ترجمة لسلطان الروم الملك المظفر سليم خان بن عثمان في منزله، ليمده بما يستعين به على ذلك، فقال له: قد أطريته في مواضع كثيرة، ولا قوة إلا بالله.
وقد وقفت على مؤلف لملا إدريس الرومي الحنفي، الذي نزل بالمدرسة الظاهرية الجوانية، لما كان الملك المذكور بدمشق، بعد اجتماعي به مرات لصحبة بينه وبين عمي، الكائن حينئذ بمكة المشرفة، وتردده إلى عندي بدرسي بالجامع الأموي، في سلطان الروم المشار إليه وسماه بفتح الممالك الإسلامية، وأشار في حروف هذه التسمية إلى سنة فتحها، وهي سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة بحساب الجمل، وختمه بأبيات، آخر مصراع منها التزم فيه ذلك أيضاً.
وفي يوم الأربعاء عاشره نودي بدمشق، أن بعد خمسة أيام الفلوس بطالة، وأنه ضرب