حلب - وفي يوم الاثنين سابع عشريه كان عيد الزبيب، وهو آخر اثنين في شعبان، وفيه تستحب الصدقة لحديثٍ ورد، ويقال الكلمات الطيبات مائتي مرة، وحسبي الله ونعم الوكيل كذلك، لحديث ورد في كل منهما.
وفي ليلة الخميس سلخه وقع اختلاف في أن غداً من رمضان، فلم يشهد أحد فأطفئت قناديل مئذنة العروس بالجامع الأموي بعد إيقادها، ثم ثبت على بعض القضاة، فأعيدت وأصبح الناس صياماً.
وفيه زاد ناظر الجامع الأموي، التقي الرومي، فيه نحو الثلاثمائة وستين ضوءاً، ومن ذلك السنوبرة التي قبال المقصورة، ولم يوقد فيها قناديل قبل ذلك، وإنما كان يوقد فيها الشمع في الليالي المفردات، والذي حطها هنا الأمير أخشباي نائب القلعة وصفد وغيرهما.
وفي هذا اليوم نودي بدمشق بمرسوم من مصر، بأن يتأهب الناس للحج من الطريق المصري والغزاوي.
وفي ليلة، وكذا في يوم الجمعة ثانيه، وفي ليلة السبت ثالثه، دخل من مصر إلى دمشق جماعة من الجراكسة، منهم خشقدم خازندار سيباي، زوج امرأته من مدة.
وفي يوم الأحد رابعه نودي بدمشق أن لا يركب فرساً، ولا حماراً، ولا غير ذلك، نصراني، ولا يهودي، ولا سامري، ولا إفرنجي، في دمشق، ولا في مجامع الناس من ضواحيها.
وفي يوم الأربعاء سابعه جيء بالسيد الموقع ابن باعو الحلبي ثم الدمشقي، ميتاً محمولاً من البقاع، وكان توفي فيه بكرة يوم الثلاثاء، فغسل بمنزله عند حارة النصارى، داخل باب توما، وكان ابنه غائباً، فكفنه القاضي محب الدين ناظر الجيش، ودفنه عند الشيخ رسلان، فظهر أن عليه من الدين نحو العشرة آلاف دينار، وكان منهما بدنيا كثيرة، وكان تخومل من وقت توفي ولده المتقدم ذكره في رجب.
وفي يوم الجمعة تاسعه صلى على الشريف إبراهيم بن صالح، والله يتولى فعاله - وفي ليلة الأحد حادي عشره مات محمد المناديلي، ثم العطار، الذي كان يزعم أنه شريف، وليس كذلك.