وفي يوم الاثنين ثاني عشره دخل إلى دمشق من مصر قفل كبير، فيه أروام كثيرة، وأخبروا أن الخنكار واصل قريباً، وأنه خرج من بعدهم من مصر، يوم الخميس ثالث عشري شعبان، واشتهر في دمشق أنه قتل جماعة من جماعته، منهم الوزير الكبير يونس باشا في الخطارة، ووضعت الحوطة على مال يونس بدمشق، وأخذ للخنكار.
وفيه ورد مرسوم بعزل نظام الدين المفتش دار، المتكلم في الأوقاف، الذي كان جاء إلى دمشق لأجلها، فأخرج من سكنه الذي كان نازلاً فيه، وهو بيت القاضي المزلق، وهو كالضعيف المحمول - وفيه سافر ... الخنكار.
وفي يوم الخميس خامس عشره توجه الولوي بن الفرفور إلى ملاقاة الخنكار - وفي يوم الأحد ثامن عشره دخل من مصر جماعات من ... نودي بتعزيل الطرقات لأجدل دخوله، فعزلت، ثم أرسل الله المطر في اليوم المذكور.
وفي يوم الثلاثاء العشرين ... حادي عشريه، وهو سابع تشرين الأول ... من مصر إلى دمشق، في أبهة حافلة بخلق كثير، ونزل بالقصر الظاهري بالميدان الأخضر، بعد أن مر على جامع تنكز، وحطت العربات عند سيدي حماد، في البساتين، وتفرقت عساكره فيها وفي الجنينات والمزارع، ونصب سوقه تحت القلعة، ثم نادى بالأمان والاطمان، وشاع بدمشق أنه لا يقيم سوى ثلاثة أيام، ثم شاع غير ذلك.
وفي يوم الخميس الثاني والعشرين منه، تطلبت العساكر البيوت للنزول بها، فهجموا على النساء، وتضرر الخلق بذلك ضرراً زائداً، وتحقق بهذا أن الخنكار عزم على الإقامة بدمشق؛ فغلت الأسعار، وبيع رطل اللحم باثني عشر درهماً، والسمن بستة وثلاثين - وفيه نودي للمعمارية والحجارين والترابة أن يجتمعوا لعمارة المكان الذي ينزل فيه الخنكار.
وفي يوم الجمعة ثالث عشريه صلى الخنكار بالجامع الأموي الجمعة، وكان الخطيب الولوي بن الفرفور؛ ثم صلي على الشيخ الإمام العلامة عبد النبي المغربي الدمشقي