غير مقيم فيها، ولكني متشوش بسبب غيبته في مكة؛ فقلت له: حتى أستخير الله تعالى في ذلك؛ ثم قال لي: وإن شئت ألزمت قاضي العسكر المذكور بتعيينك لخطابة جامع الخنكار، وإمامته، والتدريس به، إن قرر به مدرساً، وذا أنسب لك، لقربك منه، مع عدم منازع لك في ذلك، لقلت له: إن الخيرة فيما يختاره الله تعالى.
وفي ليلة الجمعة ثاني عشريه وقع مطر كثير، ثم أصحت إلى أول يوم السبت، فوقع أيضاً مطر كثير، بحمد الله. وفي يوم السبت المذكور، وهو ثالث عشره، عزل القاضي شهاب الدين الرملي من نيابة القضاء، وسبب عزله، فيما قيل، عجزه عن الذهاب إلى دار الحكم، بسب أوجاع تعتريه في رجليه، وعزل معه ولده الأكبر عن الشهادة، وولى عوض شهاب الدين المذكور البرهاني بن الإخنائي، وعوض ولده الشمس الكفتي.
وفي هذا اليوم دخل إلى دمشق فيلان، وقط زباد، أهداهم خير بك نائب الخنكار بمصر، منها إليه. وفي يوم الأحد رابع عشره عزل الخنكار للدفتردار الكبير محمد الحقير، كبير نظام الدين، وسجنه بالقلعة الدمشقية، وأخذ موجوده. وفيه عين قاضي زاده النظام، إلى التوجه إلى الديار الحلبية، لتحصيل الغلات منها، لأجل مجيئه إليها.
وفي يوم الأربعاء سابع عشره عين قاضي العسكر الكبير ركن الدين بن زيرك، النازل ببيت الولوي بن الفرفور، له لخطابة الجامع الخنكاري، الذي أنشأه عند المحيوي بن العربي، وهو إلى الآن لم يفرغ أول مرة.
وفي يوم الجمعة تاسع عشره نودي بالصالحية أن أهلها الكبار والصغار يحضرون إلى عند الصوباشي، لأجل فريضة تفرض عليهم، وقدرها على كل شخص أشرفي، فتشوش الناس بسبب ذلك، وقيل هذا يسق العثمانية في بلادهم، على كل شخص في كل عام، ووجه إلى سائر الحارات، وجميع المملكة، حتى القاهرة بذلك.
وفي ليلة السبت العشرين منه توفي القاضي شهاب الدين الرملي، المعزول قريباً عن نيابة القضاء، ودفن بمقبرة باب الصغير، ولم يدخل محراب الجامع الأموي أحسن قراءة منه، وحزن الناس عليه.
وفي يوم الأحد ثامن عشريه أعطى الخنكار للأمير محمد بن قرقماس، النيابة على بيروت، وعلى صيدا، والتقدمة على بلاد البقاع، وما والاهما، مما هو في تقدمة الأمير ناصر الدين بن الخنش، وما كان زاده للأمير ناصر الدين المذكور على ذلك، من إقطاع الأمرية