شيء على عادته، ففرح الناس بذلك، ولله الحمد، ثم بلغ ذلك القاضي المذكور، فقفل المحكمة، وهي المدرسة الجوزية، وتفرقت قضاتها والشهود.
ثم في يوم الجمعة خامس عشره ركب القاضي إلى عند ... أمر المحكمة على جاري عادتها، فقال: أنا لم آمر بإبطالها، وإنما أمرت بإطلاق الشهادة للشهود على جاري عادتهم، ثم سأل القاضي للنائب في المناداة بأن ... جاري عادتها، فنودي بذلك، وعادت إليها القضاة وجماعتها من الشهود والمحضر والرسل، واستقر أمرها وأمر البلد على أن من أراد إثبات ورقة يزن ... وهو ستة وعشرون، وفي زواج الكبر ستة، وفي زواج الثيب أربعة ومن لا يثبت لا يسق عليه، وإنما يرضى شهوده.
وفي يوم الاثنين ثامن عشره توفيت ناظرة المدرسة العصرونية، بكرة بنت القاضي ابن منعة، وزوجة القاضي شمس الدين ابن الشيخ عيسى الفلوجي، وحماة القاضي أبي اليمن بن الخيضري، ودفنت بالروضة، شرقي صفة الدعاء.
وفي يوم السبت مستهل ذي الحجة منها، سافر النائب من دمشق إلى البرية، قاصداً عمارة البلاد، إلى أن يأتي الحاج فيلاقيه. وفي يوم الجمعة سابعه، عقب صلاتها بالجامع الأموي، صلي غائبة عل الشيخ الإمام شهاب الدين العلماوي، توفي بعلما، ثم أنزل الله المطر فضلاً منه ورحمة.
وفي يوم الاثنين عيّد الناس، وهو ثالث عشر كانون الأول، والناس في شدة من الغلاء في كل شيء، فاللحم الرطل منه باثني عشر درهماً، والخبز بنحو الأربعة.
وفي يوم الثلاثاء حادي عشره وصل من عند النائب الخبر بأن مرحلاً وصل إليه من عند الحاج، وأخبر بأن العرب آل دغيم وقفوا للحاج بعد أن حملوا من تبوك عند مقابر القلندرية، وقصدوا أن يحيلوا بين الحاج وبين الأخيضر، فتحاربوا هم وإياهم نهاراً، ثم انتصر الحاج عليهم، وأخذوا منهم ثلاثة من أعيانهم، وعدة من الخيل، بسب رماة البندق التي معهم، ويقال عدتهم مائة، ثم توجهوا إلى الأخيضر سالمين، فدقت البشائر لذلك بدمشق.