للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخبر أن قاضي العسكر ركن الدين بن زيرك قد توفي، وأن أوائل عسكر الخنكار قد توجه إلى بلاد الشرق، وأن في عزم الخنكار يتبعه، وأنه صرف قاضي البلد بالرستن بين حمص وحماة، متوجهاً إلى الروم، فسأله عن سبب ذهابه، فقال: اشتياقاً لوجه الخنكار، فقال له نائب دمياط المذكور: لعل نائب الشام شوش عليك، فقال: لا، وأثنى على نائب الشام خيراً، والله أعلم بما في قلبه.

وفي أواخر هذا اليوم وصل قاضي القضاة كان، البدري بن الفرفور، إلى منزله وهو بخير. وفيه اجتمع الجلال بن البصروي، والسيد الصلتي القصير، بالنائب بالمنية، فلام الجلال المذكور على ما وقع منه، فاعتذر بأنه ما خرج مع القاضي الهارب إلا لملاقاته، وأعرض عن السيد المذكور.

وفي هذا المجلس جاء ابن بنت حامد من صفد للحضور على النائب، بسب شكية ناظر الجيش بصفد عليه، فهدده، النائب بكلمات، فشفع فيه الجلال المذكور، فقال له النائب، اشفع أولاً في نفسك، فإن ذنبك أعظم من ذنبه، فسكت، واستطال النائب على ابن حامد كعادته في حق الفقهاء، ولم يوقره لعلمه واعتقاد الناس فيه وسلفه الطاهر، ولا قوة إلا بالله.

وفي يوم الثلاثاء حادي عشره ورد كتاب من النائب لقاضي الحنفية كان، المحيوي بن يونس، في الإذن له في العرض عن قاضي البلد الهارب، وأن نوابه على عادتهم في استمرار الحكم.

وفي هذا اليوم وجد السيد أحمد الجرايحي، الذي كان ترجماناً عند الدفتردار نوح، ثم ولي أستادارية النائب، ثم عزل، ثم ولي التكلم على خاص النائب، مقتولاً بالخنق بالقرب من تربة قجماس، داخل دار السعادة، إلى جهة الشرق، وقيل أن الدوادار للنائب أدخله إلى دراه، وفعل به ذلك، ثم رماه هناك بإذن أستاذه، لكونه من جهة الأروام، واستراح الناس منه لنحسه، وشكروا النائب على ذلك.

وفي يوم الجمعة رابع عشره دخل النائب إلى دمشق راجعاً من ملاقاة الوفد الشريف، وقدامه محمله، وقريب أمير العرب الذي أخذ الحاج في العام الماضي، الملقب بجغيمان، ويدعى قريبه هذا بزويعر، راكباً على جمل، وفي رقبته زنجير، وإلى جانبه على جمل آخر عبد جغيمان المذكور، وفي رقبته زنجير أيضاً، وهو من الموصوفين بالشجاعة، وقدامهما نحو العشرة من العرب مشاة، وفي زنجير ثالث، وأسمع غوغاء دمشق لزويعر هذا غليظ ما يكره، ولولا حرمة النائب رجموه بالحجارة.

<<  <   >  >>