وفي يوم السبت ثانيه سافر النائب إلى المرج، قبل ليميز الخيل التي يريد أن يرسلها قوداً للخنكار، ولم يبت سوى ليلة الأحد فقط، ورجع بكرته. وفي يوم السبت هذا طلع الشيخ بهاء الدين بن سالم، ومعه جماعة، إلى العمارة الخنكارية بسفح قاسيون، للسلام على والد نجم الدين الرومي المحضر كان، ... يوم الاثنين الذي قبل هذا اليوم قد جاء من عند والده محضراً إلى دمشق، ثم جاء شخص من أولاد ابن مزهر كاتب سر مصر كان، وسلم عليه.
وفي هذا اليوم توفي والد الولد ظهير الدين البقاعي العدل شمس الدين، وكان لابأس به محباً للعلم وأهله، ولديه حشمة، توفي بغتة، رحمه الله. وفي يوم الثلاثاء خامسه فوض قاضي البلد لعلاء الدين بن القصيف الحنفي القضاء بالشاغور، على مبلغ مائة دينار.
وفي يوم الأربعاء سادسه شرع العم جمال الدين بن طولون في حضورات مدارس الحنفية، فحضر في العذراوية أصالة، وفي القصاعين نيابة عن البدري بن الفرفور. وفي يوم الجمعة ثامنه صلى غائبة بالجامع الأموي على العلامة شمس الدين محمد الكردي، وعلى الصالح شمس الدين محمد المؤدب، الشافعين الحمويين، توفيا بحماة، رحمهما الله تعالى.
وفي يوم السبت تاسعه حضر العم والشيخ نجم الدين بن الزهيري في المقدمية البرانية بالصالحية، ودرس الشيخ نجم الدين. وفيه قبض النائب على مباشري الجامع الأموي شمس الدين بن الزحلي وجلال الدين بن العامل، بشكاية قاضي البلد عليهما، بسبب أنه أراد أن يأخذ من مال الجامع ما كان يأخذه قاضي البلد المنفصل الولوي بن الفرفور زيادة عما بيده، قبل ذلك، فتوقفا في ذلك وما نعاه، وأكد الشكاية عليهما نائبه القاضي جلا الدين البصروي، بسب أن وظائف ابن الجابي، مباشر الجامع كان، قد صارت إلى ولده، واضمحل حالها فاستنزله عنها، وأراد أن يأخذ من الجامع مثل ما كان يأخذ ابن الجابي المتوفى إلى رحمة الله تعالى، فرافعاه في ذلك.
وفيه قبض النائب على عز الدين ولد شيخنا شمس الدين بن رمضان، أخي زوجة شمس الدين بن الزحلي المتقدم ذكره، وكان أقامه النائب متكلماً على القجماسية، ثم على جامع تنكز والناصريتين، بسبب شكاية بعض المستحقين عليه، ومساعدة إمام النائب الغزي عليه، فوقع به بكلام فاحش سيء، وسلم الأولين للدوادار الكبير، وطلب منهما عشرة آلاف دينار، والأخير لابن الجباوي، أحد المباشرين، ليعمل حسابه، وأخرج نظر القجماسية والإمامة بها عنه لإمامة