وفي أوائل ربيع الآخر أراد القاضي الشافعي أن ينقض حكم نائب الحنفي، كمال الدين بن سلطان، في تزويج صغيرة، فانتصر له الشيخ عز الدين بن الحمراء، وحصل بينهم شر، واستمروا في ذلك مدة في عدة مجالس.
وفي هذه الأيام وصل يوسف بن حلبان، بعد إفراج السلطان عنه من المقشرة، إلى دمشق، بعد شفاعة النائب فيه على ستة آلاف دينار، ورسم عليه بالمدرسة العذراوية خلف دار السعادة، حتى باع غالب أملاكه في ذلك.
وفي يوم الأحد ثاني عشر جمادى الأولى منها، تولى شهاب الدين بن الصاحب نيابة القضاء، عن قاضي القضاة الفرفوري، وقد تقدم أنه كان قاضي ركب الشامي في السنة المتقدمة، وعجب الناس لذلك.
وفي يوم الاثنين ثالث عشره دخل من مصر إلى دمشق مملوك السلطان تاني بك الأشرفي، حاجباً ثانياً وأمير ميسرة.
وفي يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة منها، فوض قاضي القضاة الشافعي نيابة القضاء أيضاً لعفيف الدين شعيب العزاوي، وعجب الناس لذلك أيضاً.
وفي يوم الخميس خامس عشره دخل من مصر إلى دمشق نقيب قلعتها محمد بن سكر عوضاً عن مملوك السلطان الأيدكي الأشرفي.
وفي يوم الخميس ثاني عشريه دخل من مصر إلى دمشق ناصر الدين محمد بن أيوب، الذي كان نائب القدس، أستاداراً للأغراض السلطانية بدمشق عوضاً عن حمزة الشعث، الذي تولى بعد آقبردي المقتول، وذلك بعد حبس ناصر الدين بالقاهرة ومصادرته بها، ثم اعتقل حمزة المنفصل بقلعة دمشق.
وفي آخر هذا الشهر زعم مغربي أن ببستان الأعجام بمحلة باب السريجة بدمشق مطلب مكنوز، فحضر الحاجب الكبير أينال الخسيف وهرع الناس إليه، ثم حط الأمر فظهر أنه كذب كثير.
وفي يوم الاثنين رابع رجب منها، لبس مملوك السلطان، وأحد مقدمي الألوف بدمشق، برد بك الأشرفي، تشريف أمرة الوفد الشامي من حضرة النائب.
وفي يوم الاثنين حادي عشره خرج النائب من دمشق إلى سطح المزة، قاصداً البلاد الصفدية للحساب بين نائبها ... المنفصل وبين نائبها المستجد يلباي.
وفي هذا اليوم عزل النائب من الحسبة ناصر الدين محمد بن الغلام، وأعاد الحسبة إلى عبد القادر أخي ... برد بك،