الحجوبية مكان من يقع اختياره عليه من الغائبين، بمبلغ عشرة آلاف دينار، لكونهم قد نقصوا فعلهم في التجريدة؛ ثم تبين أن أينال الخسيف المذكور استقر في الحجوبية الكبرى بدمشق، وأن مملوك السلطان جاني بك قد استقر في الحجوبية الثانية بدمشق أيضاً، وفي أمرة ميسرة التي كانت بيد يوسف بن جلبان، وأطلق ابن جلبان المذكور من المقشرة على ستة آلاف دينار.
وفي يوم الجمعة رابع عشريه، عقب الصلاة، خرج يلباي من دمشق إلى نيابة صفد خروجاً حافلاً، وخرج نائب الشام لوداعه.
وفي يوم الخميس سلخه دخل الوفد الشريف من الحجاز إلى دمشق، بعد مشقة حصلت لهم من حمل وادي قرية من أرض حوران، وأخبروا أن الحجة كانت طيبة.
وفي يوم الخميس سابع صفر منها، دخل من مصر إلى دمشق نائب قلعتها محمد بن علي بن شاهين، المتوفى والده في رمضان من السنة الماضية.
وفي يوم الاثنين ثامن عشره خرج النائب وأرباب الدولة والقضاة والمشاة بالعدد إلى قبة يلبغا، لملاقاة حسن بك بن هرسك صهر أبي يزيد بن عثمان ملك الروم، فأمطرت السماء ثم أثلجت، ثم دخل دمشق والنائب قدامه خدمة له، وقد اشتد الثلج، فحصل للناس شدة بذلك.
وكان قبل ذلك بنحو نصف شهر ورد على النائب مطالعة الأمير قانصوه خمسمائة متسلم حسن المذكور، بأن المقام الشريف عفى عنه وأطلقه، وأن يخرج إليه بعسكر دمشق ويلاقى بالإكرام الوافر.
وفي يوم تاسع عشره دخل حسن المذكور إلى الجامع الأموي، وصلى فيه عند محراب الحنفية، وفي المقصورة، وشرقي محراب المالكية، وتصدق على الفقراء.
وفي يوم الخميس حادي عشريه خلع النائب عليه خلعة حمراء معظمة وخرج في خدمته لوداعه لسفره إلى بلاده، والقضاء سلموا عليه ولم يخرجوا في خدمته.
وفي يوم الاثنين رابع عشر ربيع الآخر منها، دخل من مصر إلى دمشق حاجب الحجاب أينال الخسيف الأشرفي وتلقاه أرباب الدولة باحتفال عظيم، على يمينه نائب الشام، وقدامه رفيقه دوادار السلطان جاني بك الطويل، كلاهما من مماليك السلطان؛ ثم شرع في عمارة الربوة وألزم ملاكها العمارة، وزعم أن ذلك بمرسوم شريف.