للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجعل له ثلاث حنايا على عمودي حجر، قرب المحراب القديم، الذي تاريخه إلى هذا الشهر شعبان من هذه السنة، مائة وأربعون سنة، وكانت توسعته من مال الحاج علي بن الملاح البغدادي بحارة رستم المتوفى سنة إحدى وتسعين وثانمائة، السنة قبلها، في ثالث رمضانها، ومن مال رجل يقال له ابن عبد السلام، نذر له مائة دينار، وقام على صرفها على الجامع المذكور شيخ سوق الدهشة أحمد، الملقب بحاتم، من حارة رستم المذكورة، وجرى بين أهل المحلة شرور في كيفية التوسعة والبناء، حتى حضر إليه غالب أكابر دمشق.

وفي ليلة الثلاثاء تاسع رمضان منها، دخل من مصر إلى دمشق دوادار رابع بمصر، واسمه جان بلاط، قيل إنه ساقٍ خاص، وتلقاه أرباب الدولة خلا النائب قجماس، فجلس له في وسط الإصطبل، لتوعكه من حيث قدم من البلاد الصفدية كما تقدم، فقرئ ما معه بالاصطبل، وملخص أمره أنه جاء ليصادر أهل البلاد الشامية، كغزة والقدس وصفد وحماة وطرابلس وحلب، قيل إن السلطان جعل تسفيره نحو أربعين ألف دينار وهو شاب، أو كهل، شكله حسن، وكان مما أتى على يديه قبل رمضان لبيت المقدس، مرسوم شريف، وفرس كنبوش، ونفقة وافرة، لقانصوه اليحياوي، وأن يتوجه إلى القاهرة، فامتثل ذلك، لكن طلب إذناً من السلطان بالمهلة عليه ليصوم رمضان ببيت المقدس، فأجيب، ثم صلى العيد ببيت المقدس وتوجه في الحال إلى القاهرة.

وفي يوم الخميس حادي عشره لبس المحيوي الغزي ناظر الجوالي، خلعة وظيفة نظر الجيش الدمشقية. - وفي ليلة الاثنين ثاني عشريه سافر الخاصكي المتقدم ذكره من دمشق إلى البلاد الشمالية بعد أن فعل بدمشق من الظلم ما لا يعبر عنه، وأخذ على كل مسجد مالاً، ولو كان فقيراً، وعلى كل تربة، وعلى كل مدرسة كذلك، ولم ينظر في أمورها ومصالحها بل في مصلحة نفسه، ومصلحة السلطان ولا قوة إلا بالله، ثم مرض بحماة مرضاً شديداً. وفي يوم الثلاثاء ثالث عشريه وصلت سراً الخواجا ابن الشاغوري زوجة الشهابي بن البرهاني النابلسي، ثم زوجة نائب صفد يلباي، ميتة في سحلية في محفة، من صفد إلى مقابر باب الصغير، عن صبي للشهابي المذكور، وعن آخر صغير وبنت من نائب صفد المذكور.

وفي يوم الأربعاء كان عيد الفطر، واستمر قجماس النائب مريضاً لم يركب، بل شاع عند الناس أنه على خطة، وكان مقيماً ببيت ابن دلامة بالصالحية، وأتى به ليلة الاثنين قبل

<<  <   >  >>