العيد بيومين في محفة إلى اصطبل دار السعادة، وعيد به وهو على خطة. وفي عصر يوم الخميس ثاني العيد توفي بالإصطبل المذكور، ودفن بالتربة التي أنشأها داخل باب النصر، غروب الشمس من اليوم المذكور، وفي جواز هذه التربة خانقاة مجاورين وشيخ لهم، وأوقاف داره، وعدة أيام كفالته الشام ست سنين وثمانية شهور، وكان قد صالح الخاصكي المتقدم ذكره على بقية الأوقاف الدمشقية بألف ومائة دينار. - وفي ثاني يوم، يوم الجمعة، توفي بواب مقصورة الأموي محمود.
وفي يوم الاثنين سادس شوال منها، هرب من قلعة دمشق الأمير بداق أخو سوار، ورمى الحبل الذي نزل إلى الخندق منه. وفيه توفي بالقاهرة قاضي قضاة حلب جلال الدين أبو البقا بن الشحنة الشافعي، وقد عزل بالحسفاوي. وفي يوم الثلاثاء سابعه اجتمع أهل ميدان الحصى، ونزلوا إلى الجامع بأعلام وذكر الله تعالى، وصحبتهم الشيخ إبراهيم التاجي، يشتكون على الحاجب أينال الخسيف نائب الغيبة ... بغير حق، وأنهم يطلبونه إلى الجامع الأموي فلم يحضر، وتعلل عليهم بأنه في شغل السلطان لأجل تحصيل غريمه بداق، وتخبطت دمشق، وعند الله حسن العاقبة.
وفي يوم الخميس تاسعه دخل الوفد الحلبي إلى دمشق، وأميرهم ولد نائب حلب، ومعه أمه، في تجميل عظيم، وثقل كثير. وفي يوم الجمعة سابع عشره دخل دمشق جماعة من جماعة الهارب بداق ممسوكين، مسكهم نائب حمص وأرسلهم إلى دمشق، فضربهم نائب الغيبة. وفيه دخل من مصر إلى دمشق الأمير ماس فرج، من أمراء يعقوب باك بن حسن باك، بتشريفٍ حسن من السلطان، وعلى يديه مكاتبات جواباً لأستاذه يعقوب باك في سؤاله للسلطان بالعطف على سلطان الروم أبي يزيد بن عثمان، مضمونها: إن أراد أبو يزيد ذلك فليسلم إلينا بلادنا، أدنه وطرسوس وقرمان، وإن أراد المحاربة فأنا أنزل إليه بالعسكر بنفسي.
وفي عشية الجمعة المذكور خرج أوائل الوفد الحلبي إلى قبة يلبغا، والكسوة، وخان