وفي يوم السبت عشرينه مر شخص على زاوية الشيخ العداس ومعه معجون عبارة عن الحشيشة مخلوطة بدبس، فقام إليه الشيخ عبد القادر النحاس من جماعة الفقراء، وشخص من جهته، ورميا ما معه وأزالاه، وكتب عليه إشهاد أنه لا يبيعه، فراح الرجل من ساعته للقلعة وشكى، فأرسلوا نحو العشرين نقيباً أو أكثر إلى الثلاثين، فاحتملوا عبد القادر إلى القلعة وحبس بها، وكان ذلك وقت الظهر، فأرسل مولانا الشيخ المنوه به خلف القاضي صلاح الدين العدوي بسبب ذلك، وأن يخلص عبد القادر المذكور؛ فركب للقلعة واستمر إلى العصر ولم يفد ركوبه شيئاً، ثم مر على بيت الحاجب الكبير فركب الحاجب إلى القلعة، فلم يفد ركوبه شيئاً أيضاً، فرجع إلى مولانا الشيخ إلى المشهد وأخبر بما وقع، واستمروا ساعة جيدة، ثم أمرهم الشيخ أن يركبوا مرة ثانية للقلعة، فركب الحاجب والعدوي وشخص من مماليك السلطان يدعى برد بك من الألوف للقلعة، واستمروا إلى قرب المغرب، وجاؤوا ولم يفد ركوبهم شيئاً، وأيس من خروج عبد القادر من القلعة، واستمر مولانا الشيخ، والشيخ شمس الدين الخطيب، والسيد شمس الدين الحسيني، والقاضي شهاب الدين بن النحاس، ومن معهم من الفقراء، على باب المشهد، واتفقوا أن يجمعوا الغوغاء ثاني يوم ويكبرون لتخليص عبد القادر؛ فبينما هم كذلك وإذا بعبد القادر قد جاء ومعه عبد القادر مقدم القلعة الكبير، وفرج المقدم الثاني، ففرح الناس بذلك، وخلصه الله تعالى لا على يد أحد من الخلق، وكان المتولى حبسه أيديكي النقيب، وهو جلب خليع هزيع، وينقر بنفسه ويرقص بين الناس على باب القلعة في الزينة الآمر بها وفوق برج الخليلية، ويرمي المكاحل، ودار مع الزفة في الليل، ولا شك في جنونه بل ولا فسقه، فمن الله تعالى قضم الجبابرة.
وفي يوم الأحد حادي عشريه نودي بتقوية الزينة.
وفيه جاء ديوان القلعة أبو الفضل موسى إلى مولانا الشيخ، واعتذر عن النقيب بسبب ما وقع منه من جهة عبد القادر النحاس.
وفي يوم الاثنين ثاني عشريه نودي بتقوية الزينة أيضاً، وختمت الحوانيت التي ما زين أهل.
وجاء النقيب بنفسه إلى المشهد ليعتذر لمولانا الشيخ فلم يجده.
وفي يوم الأربعاء رابع عشريه جاء يكتب الحاج، وفيها أنها كانت سنة طيبة، ووردت كتب من القاهرة بأن السلطان دخلها في سادس عشر هذا الشهر.
وفي يوم السبت سابع عشريه آخر الليل ولد ولدٌ لمولانا الشيخ، ولد من زوجته المصرية، وسمي عبد الرحيم.