للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قايتباي على إحسانه لكنه يستعجزه لكونه يدع مماليكه بمصر وغيرها يظلمون الناس ولكثرة خراب البلاد بسبب الظلم، فالله يحسن العاقبة.

وفي بكرة يوم الخميس سلخه دخل من مصر إلى دمشق دوادار ثاني قانصوه الألفي الأشرفي، للحوطة على تركة النائب قجماس، وصحبته تاني بك حاحب ثاني الذي سافر بسيف النائب المذكور، وصل به في ستة أيام، فإنه سافر به ليلة الجمعة يوم الوفاة، ووصل إلى القاهرة يوم الأربعاء، ودخلا دمشق في تجمل حافل بتشريفين حافلين، ونزل للحوطة بدار السعادة كالنائب، ثم أمر في الحال بإشهار النداء في البلد بأن: من قهر، من ظلم، فعليه بالأمير الدوادار الألفي، حسبما ورد به المرسوم الشريف، ثم قرئت المراسيم، وفيها يوضع مباشرو المتوفى قجماس بالقلعة، ففي الحال قبض عليهم، ووضعوا بالقلعة في اليوم المذكور عجلاً.

وفي يوم الثلاثاء خامس ذي القعدة منها، أمر قانصوه الألفي، بدار السعادة بمسك القاضي شهاب الدين بن الفرفور، والترسيم عليه، فبات بها ليلة أو ليلتين، وطلب منه مالاً وسبت ذلك أن فلاحي القاضي المذكور ببلد كفر حونة اجتمعوا بفلاح الأمير خير بك أمير عشرين بدمشق، وعصوه عليه عندهم في أوائل هذه السنة، فأتى إليه عندهم ليأخذه، فهاش الفلاح على أستاذه خير بك المذكور، ورماه بسهم فقتله، فرحل أهل البلد وخربت بسبب ذلك، فأراد القاضي أن يزيل عنهم الخوف وراضى عنهم بمال، ثم في هذه الأيام مسك بسبب ذلك ليأخذوا منه مالاً، وجرى ما جرى.

وفي يوم الجمعة ثامنه صلي بالجامع الأموي غائبة على قاضي القضاة الشافعية بحلب، جلال الدين أبي البقا بن الشحنة. وفي يوم الجمعة بعد الصلاة، خامس عشره، صلوا مرتين بالجامع الأموي على ثلاثة أنفس حاضرين أحدهم الحموي، كان هو وأخوه المرحوم جمال الدين يوسف، المتوفي في صفر من هذه السنة، بخدمة قاضي القضاة عماد الدين الباعوني، من جملة شهوده.

وفي يوم الأحد سابع عشره ورد مرسوم شريف بإهدام المسجد الذي على باب جيرون، على يسرة المار إلى جهة باب توما، جوار بيت قاضي القضاة علاء الدين بن قاضي عجلون، الذي ذكره جماعة من العلماء، منهم العلامة أبو شامة، ومنهم علاء الدين بن

<<  <   >  >>