وفي بكرة يوم الخميس عاشره لبس الأيدكي المتقدم ذكره تشريفاً سلطانياً بنيابة القلعة، على حكم ما ألبسه نائب الشام. وفيه استقر تقي الدين عبد الرحيم بن موفق الدين العباسي ناظر الجيش في كتابة سر دمشق عوضاً عن بدر الدين ابن أخي القاضي الشافعي. وفي يوم الخميس عاشره فوض قانم دهشة أمره الحاج لجان بلاط، وألبسه خلعة، ونظر الجوالي لابن أرغون شاه، وألبسه خلعة.
وفيه سافر العسكر الشامي إلى جهة حلب، منهم الأمير الكبير جانم. وفيه دخل أول المماليك السلطانية من مصر إلى دمشق قاصدين ابن عثمان، ونودي بها بالاحتفاظ على الأولاد والنساء منهم، فإنهم قد قتلوا في مرة ثلاثة أنفس وعاثوا في الطريق وغيره.
وفي ليلة الاثنين رابع عشره ذبح رجل طباخ بمحلة جسر الزلابية. وفي هذا اليوم فوض قاضي القضاة الفرفوري إلى جمال الدين بن خطيب حمام الورد، وكان قبل ذلك قد ناب عن ابن أخيه في كتابة السر.
وفي يوم السيت تاسع عشره عرض مشاه أهل الشاغور بالاصطبل واجتمع خلق كثير للتفرج عليهم، ثم خرجوا ومروا على حارة المزابل فتقاتل زعر الحارتين، وقتل نحو العشرة وتجرح جماعات، وغلقت الأسواق، وذلك كله من خفة جندر الدوادار، ولا قوة إلا بالله، هذا مع وقوف الحال.
وفي بكرة يوم الاثنين حادي عشريه بلغنا أن مقدم الزبداني، ووادي بردى، عز الدين بن العزقي، هجم هو وجماعته على المقدم محمد بن باكلوا في بيت من قرية دمر، فقتله، وقتل معه جماعة آخرين، ونهبت بلاد كثيرة، وسبي حريم كثيرة، ولا قوة إلا بالله، وكان ابن باكلوا ترك التقدمة، لكن لما جاء النائب خدمه ابن العزقي فرسم عليه، ووعده بالتقدمة، فلما سافر النائب إلى التجريدة العثمانية عهد إلى دواداره جندر بأن يوليه إذا كمل المال الذي عليه، فكمل مبلغ ألفي دينار، فلما ورد كتاب الأمير الكبير أزبك أتابك العسكر بالتوصية بابن باكلوا أرسل الدوادر جندر إلى ابن باكلوا وخلع عليه، فخرج إلى البلاد، وعصى عز الدين المذكور وتتبع ابن باكلوا إلى أن قتله، بعد أن حرق ابن باكلوا قرية الصبورة لكون أهلها من جهة ابن العزقي.