وفيه لبس المحب الأسلمي خلعة نظر الجوالي، وعزل ابن أرغون شاه. وفي هذه الأيام قيل إن الشافعي ألبس شعيباً خلعة نيابة الحرمين، وزف وركب قدامة ابن خطيب حمام الورد والكوكاجي وغيرها، وأنه التزم أن يستخرج مائة ألف درهم، تصرف للحرمين، والتزم له القاضي في مقابلة ذلك بمائة دينار. وفيها شاع أيضاً بدمشق أن الحنفي الحسباني فوض لفطين الصفدي نيابة الحكم، وهو في الأصطبل في الترسيم إلى الآن قبل عزله.
وجرت قضية بميدان الحصى، وهي أن إبراهيم بن شبل وابن السيد أبي النجا وابن سليمان التاجر، وهذان أمردان، وابن الجرموش علي، على سد فيه، وصدر الدين بن الموصلي وهذان والأول محششون، اجتمعوا على خمر وصبية، قيل وكان الاجتماع لأجل ابن سليمان، وأن الصبية طلعت من عندهم، ولم يعطوها شيئاً، وأخذوا لها شيئاً، فعلم بذلك دمارة العواني فلبلب وفتح فمه وقال.
وفي يوم الأربعاء مستهل رجب منها، خرج أتابك العساكر أزبك الظاهري باش العسكر المصري من القاهرة، متوجهاً إلى ابن عثمان ولم يترك وراءه منهم أحداً. وفي يوم الخميس ثاني رجب المذكور أطلع القاضي الشافعي على مسطور بيد امرأة من ذرية قرأ بغا، مكتوب بشهود القدس، فيه على المرحوم إسماعيل بن عبد الله العاتكي المشهور بالكفتي، من سنة سبعين، بمبلغ نحو ثلاثمائة دينار، وهو مثبوت بغزة وأتت به إلى دمشق، فعرضه القاضي الشافعي ولم يتفقد أحواله، ثم قامت بينة عند بعض من فوض إليه نيابة الحكم وهو عفيف الدين شعيب، فأثبته ونفذه، والحال أنه لم يكن فيه حكم، وكان الصواب أن يوصله فقط.
فلما أدعت به على ورثة إسماعيل المذكور روجع القاضي الشافعي في ذلك، وقيل له إن إسماعيل لم يدخل القدس في سنة سبعين، وإنه كان مقيماً بدمشق وإن اسم أبيه غير ما سمته في المسطور، فلم يزل الجماعة بها إلى أن ظهر أنه زور، فأخذ وقطع وصولحت على ستة وعشرين أشرفياً، ولولا أن معها من مماليك السلطان جماعة جمعت لها لما أعطيت شيئاً، وكان القاضي الشافعي أوقع بها فعلاً؛ وقد نشأ في هذه الأيام التزوير بدمشق، ولا قوة إلا بالله.
وفيه رجع القاضي كاتب السر ابن مزهر من قرية الفند، قريبة من نابلس، إلى مصر، بعد أن جهز أمر المشاة للتجريدة العثمانية، هو والدواودار الكبير آقبردي وتخلف الدوادار المذكور، وفي يوم الجمعة ثالثه بعد الصلاة قبض إبراهيم المقبلي أحد المعدلين المشهورين بكثرة المال، قبضه الخاصكي قانم دهشة وأهانه إهانة بالغة، وقبض معه شخصاً يعرف بابن حسين الرافضي، قيل إنه ترجمان الفرنج وعنده كانون ذهب، وأهانه، وكان صحبة إبراهيم