قيل، ثم كبر الخلق على باب الخاصكي، فخرج عليهم المماليك بالنشاب، وحصل شر كبير.
وفي يوم الاثنين رابع عشره دخل من مصر إلى دمشق محبّ الدين سلامة، وهو متولّ كتابة سرّ دمشق ومستمر على نظر القلعة والجوالي، ولاقاه نائب الغيبة الحاجب الكبير يونس، وكان على يمينه، والقضاة الأربعة، وكانوا على يساره. وفي هذه الأيام شاع بدمشق أن شخصاً ذكر أن بخان الخيال، الذي بزقاق المعاصير، غربي جامع حسّان، مطلب ذهب، فحضر الخاصكي قرقماس، ووكيل السلطان صلاح الدين العدويّ، ونائب الغيبة، فحفر فلم يظهر شيء، فطمر كما كان.
وفي يوم الثلاثاء خامس عشره دخل من مصر إلى دمشق الأمير خضر بك، وقد استقر في أستادارية الغور، عوضاً عن الكردي، ولاقاه نائب الغيبة، والقضاة، خلا الحنبلي، وكاتب السر ونائب القلعة.
وفي هذا اليوم غار العرب الخالدية، من بين حلب وحماة، وهو نحو مائتين، على مغل كثير أتى من حلب وقد تبعوهم إلى أن حاوزوا حسية إلى جهة دمشق، فقتلوا جماعة وأخذوا نساء وجوارا، نحو أربع عشره، وجمالاً كثيرة، وبضائع وأموالاً لجماعة من تجار دمشق كعيسى القاري؛ ووصل الخبر بذلك، واشتهر يوم الجمعة ثامن عشره، وسبب ذلك، أن قانصوه خمسمائة قبض على كبيرهم قرقماس البدوي، ولا قوة إلا بالله.
وفي يوم الجمعة المذكور وصل الخبر من حلب إلى دمشق بأن جماعة من المشاة الدمشقية قتلوا مملوكاً، فقبض عليه وقتلوا.
وفي هذه الأيام قدم إلى دمشق ولد العجمي، الذي قدم في عشر الثمانين وثمانمائة إلى دمشق، ووعظ تجاه محراب المالكية، وحضره الأكابر كالشيخ زين الدين خطاب، وكان على وعظه أبهة الوقار والوجل، لكنه خلط في مسائل، منها أن السماوات أكثر من سبع، وأن في الملائكة من يسمى جبريل كصاحب الوحي عليه السلام، وذكر ولده المذكور أن والده المشار إليه توفي ببيت المقدس سنة أحدى وثمانين، وهو دون التمييز، وأنه طالب علم يعظ كأبيه، وأنه اشتغل على الشيخ كمال الدين ابن أبي شريف المقدسي، وأن عمره بهذه السنة خمس وسبعون سنة، ثم إن هذا الولد