وفي يوم الاثنين تاسع عشرينه دخل من مصر إلى دمشق الترجمان المتشرف بالإسلام تمربغا القجماسي، متوليا نظر جيش دمشق عوضاً عن المتشرف بالإسلام محب لدين سلامة. وفي هذه الأيام قيل إن كاتب سر دمشق، زين الدين عبد الرحيم العباسي الحموي، ولاه السلطان قضاء الشافعية ببلدة حماة، وأن محب الدين سلامة ولي عوضه كاتب سر دمشق.
وفي ليلة الجمعة رابع جمادى الآخرة منها، سقط بيت راكب على النهر، جوار سيدي الشيخ رسلان، على عريس وعروسته، فأصبحا ميّتين. وفي يومها عقب صلاة صلوا غائبة على رجلين، أحدهما قاضي المالكية بالمدينة النبوية السخاوي المصري الفركاح؛ وثانيهما الشيخ العالم عبد الكريم بن أبي الوفاء، إمام المسجد الأقصى.
في بكرة يوم الأربعاء تاسعه ضرب نائب الغيبة، الحاجب الكبير، رقبة بدوي، قيل إنه شيخ ضرير، عند مقابر اليهود والنصارى، وقيل إن سبب ذلك ابن القوّاس عدوّ العرب وقامعهم، وأوصى قبل قتله لبعض الناس أن يغسّله ويصلّي عليه ويدفنه، فلم يفعل.
وفي يوم الجمعة حادي عشره، بعد الصلاة والناس في الدعاء، استغاث رجل صالح يعرف بيوسف البهلول، من ميدان الحصى، شرقي مقصورة الجامع الأموي، وقال: وا إسلاماه، وأين الغيرة الإسلامية وهذا الخاصكي، يعني قرقماس، الذي يصادر الناس، ثم فرغ من الدعاء، ثم جاء إلى تجاه باب الخطابة واستغاث أيضاً، فعضّده جماعة الشيخ فرج من باب السلامة، واستغاث الخلق على باب الخطابة، وقد كان صلّى هناك إلى جانب الشافعي الحاجب الكبير، وأمير الحاج، وخازندار النائب، والمحتسب؛ ثم دخلوا مع القاضي إلى بيت الخطابة، فصبروا على العوام ساعة حتى ملوا أمر الاستغاثة على الخاصكي، ولم يكن عندهم، بل لما سمع أوّل الاستغاثة، وكان قد صلّى شرقي الجامع، أسرع في الخروج إلى الدهشة، ثم إلى منزله بيت إبراهيم بن منجك جوار الجامع.
ثم خرج الحاجب ومن معه من بيت الخطابة وخشى من العوام وأرسل عرّف الخاصكي، وأن العوام يريدون أن يوقعوا فيه قتلاً، فبعث وراء الشيخ فرج، شيخ الجماعة الذين استغاثوا، ووقع به بحضرة كبيرة التجار عيسى القاري، فشفع فيه، فعارضه الخاصكي وأراد أن يوقع بالقاري أيضاً، وصال وجال؛ فاجتمع الخلق بكرة يوم السبت ثاني يوم، وأنزلوا الشيخ إبراهيم الناجي راكبا من ميدان الحصى، وكبروا معه إلى الجامع للتكبير على الخاصكي، وكان على ما قيل قد خاف على قماشه ونقله، فأرسله إلى القلعة بإشارة الحاجب، على ما