للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم ولد بدر الدين حسن البقاعي بجامع فراج، ومنهم ابن البغادرة بالباب الصغير.

وفي يوم الثلاثاء سابع شوال منها، شاع في البلد أنه ورد مرسوم شريف بطلب برهان الدين بن المعتمد، ورضي الدين الغزي، إلى مصر، بسبب ما قيل عن رضي الدين هذا أنه ثبت عليه بالشهادة قاضي الجبة، المقطوع الأنف، أن برهان الدين المذكور وجد في بيتٍ مبلغ خمسة آلاف دينار، وقيل خمسين ألف دينار، ثم سافر الرضي أواخر الخميس تاسعه.

وفي يوم الخميس هذا دخل الحاج الحلبي، وهم على ما قيل نحو أربعة آلاف جمل، بخلق كثير، خرجوا من حلب ومعاملتها هاجين من الفتن وظلم العسكر، الذي خرب بلاد ابن عثمان، وفسق في نسائها، وقتل خلائق منها، وحرقها؛ وإنما فعلوا ذلك لآجل ما فعل هو بقاصدهم الأمير ماماي، فإنه حبسه في مطمورة، ثم قصدوا الرجوع إلى حلب وإلى بلادهم.

وفي يوم الثلاثاء رابع عشره سافر القاضي برهان الدين بن المعتمد إلى مصر مطلوباً، وسفر نائب الغيبة معه جماعة يحفظونه، فالله يحسن العاقبة.

وفي السبت ثامن عشره سافر الوفد إلى مكة، وكانت الدراهم قلت جداً، خلاف الأشرفية والفلوس، وغالبها قرابيص، ولكن الأسعار رخيصة؛ ومن أغرب ما وقع أن عياشة صهرة جعفر المصري، من جماعة الحاجب الكبير، أكترت بخمسين أشرفياً في شقة، وابنتها مقابلتها، وركبت فيها وتوجهت إلى قبة يلبغا، فحمت، فقالت: أنا أرجع، فقالت لها امرأة: أنا أركب مكانك وأكتب علي الخمسين الأشرفي إلى أن أرجع من الحجاز، ففعلت ورجعت إلى طبقتها، فنظرت من طاقتها، فوقعت، فوقصت عنقها فماتت، فسبحان المقدر رجعت إلى حفرتها.

وفي ليلة الأحد سادس عشريه سافر قنبك الخاصكي راجعاً إلى مصر في محفة، بعد أن صادر أهل الذمة. وفي ليلة الثلاثاء ثامن عشريه دخل من مصر إلى دمشق الحاجب الكبير بحلب، وأخبر أن السلطان عتب على العسكر حيث جاؤوا ولم يعملوا شيئاً، بل غلثوا الخواطر بينه وبين ابن عثمان بلا فائدة.

وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر ذي القعدة منها، دخل النائب إلى دمشق راجعاً من التجريدة من جهة المزة، ثم دخل الجلبان الدمشقيون والمصريون وضيقو على الناس، وخبأ الناس دوابهم وتعطلت مصالح الناس. وفي يوم الجمعة خامس عشره صلى النائب بمصلى العيدين في المقصورة، ومعه أولاده الأربعة في أناس قلائل، جاء من جهة باب الصغير، ثم خرج إلى المرج.

<<  <   >  >>