بلاد نابلس والغور، وفي حجة إصلاح العشير بها، وإنما أخرجه ليسكن الشر، وينتقم لأجله.
وفي هذه السنة رأى عبد الوهاب الحريري، بباب الجابية، النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وأنه أشار إليه أن يبنى مئذنة لمسجد البصل، فشرع في بنائها لصيق المسجد، مع قربها لمئذنة أخرى. وفها نقض حمام الزين الذي كشف القاضي الشافعي عليه، وعلى ما حوله، شرقي كنيسة مريم، بدرب الحجر وهذا الحمام له ذكر في التاريخ، عمارة رجل سامري بعد خرابه من زمن الخوارزمية، ثم دثر ولم يقرب إلى أن كشف عنه القاضي المذكور، ثم باعه للفلك.
وقال الشيخ علاء الدين البصروي في ذيله: وفي أواخر جمادى الأولى منها، وصل قاصد أرسله الشيخ عرب، عالم بلاد الروم، ليس في بلاد الروم أعلم منه، والقاصد اسمه أبو بكر، فذكر القاصد أن شيخه والعلماء وأرباب الوجوه ليسوا راضين بفعل ابن عثمان ومعاداته لأهل هذه البلاد، وأن الضرورة حصلت لهم، فإن الكفار طغوا حيث رأوا المسلمين يقاتل بعضهم بعضاً، وأشاروا بالصلح، فأجابه أزبك والأمراء: وإنا نحن متوجهون حيث رسم لنا السلطان، وأنت أذهب إلى السلطان، فإن رسم بالصلح فيكون ونحن هناك مجتمعون عليه؛ ثم توجه القاصد إلى مصر، وسار أزبك والعساكر إلى نحو حلب مجدين.
وفي جمادى الآخرة منها، وصل عتيق قجماس، تمربغا، متوليا نظر الجيش، ولبس خلعة.
في خامس عشر رجب منها، وصل جواب قضية الخاصكي أن يجهز الشيخ فرج وستة أنفس من أهل القيببات، بعد أن تطلب أهل الحارتين ويسألوا عن سبب قيامهم على الخاصكي؛ فقريء بحضرة القضاة وأركان الدولة، واتفقوا على أن الكلام في هذا يحرك فتنة أخرى، فسكن في الحال، وفيه جاء السراق إلى سوق التجار الذي تحت القلعة أول الليل بالأسلحة، وأخذوا أموال التجار، وخرج إليهم جماعة الحاجب الكبير، وقتل منهم واحد. وفيه قتل دواد الخاصكي فرقة من التركمان، ودوادار السلطان علي الأعور جماعة وادي التيم.
وفي ثاني شعبان منها، لبس الأمير برد بك الأشرفي خلعة بأمرة الحاج. وفي تاسع عشريه توفي الحاج عيسى القاري كبير التجار بدمشق، كان فيه خير للفقراء وإحسان، وكان يضبط زكوته ويخرجها، وابتلى آخر عمره بالانحياز إلى السلطان، واتهم في مال