ومن معهما، وخرج لوداعهم نائب السلطنة والحاجب الكبير وأرباب الدولة.
وفي ليلة الاثنين سادس عشر جمادى الآخرة منها، شاع بين أهل دمشق أن الأرض تزلزلت عقيب صلاة المغرب، وأن القمر خسف، ولم يحس بذلك جماعات، منهم شيخنا المحيوي النعيمي.
وفي يوم الجمعة العشرين منه، عقب صلاة الجمعة، صعد شخص على الكرسي تجاه محراب الحنفية، الذي يعظ عليه شهاب الدين بن عبية، وحضر ابن عبية هذا يسمع كلامه، فتكلم على " بسم الله الرحمن الرحيم " وأسماء الفاتحة، ونقل عن الشيخ شهاب الدين بن العماد وتقي الدين الحصني وغيرهما، فسئل عنه فقيل هذا من نابلس يعرف بابن مكية، لم يكن له شيخ سوى أنه اشتغل يسيراً على شمس الدين بن حامد. وفي بكرة يوم الأحد ثاني عشرينه، وهو أول أيار، تزلزلت الأرض بدمشق أيضاً قبل طلوع الشمس.
وفي يوم الثلاثاء ثامنه وصل من مصر إلى بيته بالصالحية القاضي جمال الدين بن خطيب حمام الورد، صهر ابن أخي القاضي الشافعي، متولياً بمصر. وفي يوم الخميس عاشره، وهو يوم الموسم، لبس برهان الدين ابن القطب قضاء الحنفية عوضاً عن المحب بن القصيف، على مبلغ ألفي دينار، وذلك بعد أن مكث معتقلاً عليه بجامع قلعة دمشق مدة نحو تسعة شهور، وقرأ توقيعه صاحبه القاضي شمس الدين الحلبي بالجامع على العادة، وتاريخه ثاني عشره جمادى الآخر منها.
وفي يوم الاثنين رابع عشره دخل من مصر الأمير تاني بك مملوك السلطان وقد فوض إليه استادارية الغور، وصحبته أحد الألوف بدمشق قايتباي على إقطاع سودون الطويل، وتلقاهما النائب والقاضي الجديد وأرباب الدولة، ونزل الأول ببيت ابن منجك، والثاني جوار المدرسة الآمدية. وفي يوم الاثنين حادي عشريه وصل من مصر إلى أوائل عمران دمشق القاضي شعيب، وأرسل وراء أعلام الأحمدية، ودخل دمشق على هيئة مهولة، وكان وصل قبله المحب بن سالم والأربلي وجماعة ممن طلبوا إلى مصر.
وفي يوم الاثنين خامس شعبان منها، دخل من مصر إلى دمشق دوادار السلطان، بعد أن كان طلبه السلطان أستاذه، ونصر غرماءه عليهم، منهم عبد القادر بن السيراجي المزي، وأخذ له