للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحد، بدا له في الإسلام فأسلم، وأخذ بسيفه فغدا حتى دخل في عرض المسلمين، فقاتل حتى أثبتته الجراحة، فرآه المسلمون بين القتلى فقالوا: ما جاء بك يا عمرو!! أحرب على قومك، أم رغبة في الإسلام؟

قال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله ورسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلت حتى أصابني ما أصابني. ثم مات في أيديهم فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنه لمن أهل الجنة)) .

وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة ولم يصل قط؟! فإذا لم تعرفه الناس قال: هو عمرو بن ثابت.

وأما أبوه ثابت بن وقش، والحسيل –وهو اليمان أبو حذيفة رضي الله عنهما- فإنهما كانا شيخين كبيرين، ارتفعا في الآطام مع النساء والصبيان لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد.

فقال أحدهما لصاحبه: لا أبالك ما تنتظر؟ فوالله إن بقي لواحدنا من عمره إلا طمر حمار، إنما نحن هامة اليوم أو غد، أفلا نحمل أسيافنا ونلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله يرزقنا الشهادة معه؟

فأخذا أسيافيهما وخرجا حتى دخلا في الناس، فقاتلا حتى قتلا.

وأما حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه، فإنه لما قتله المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن صاحبكم لتغسله الملائكة، فسألوا أهله ما شأنه)) .

فسئلت صاحبته عنه، فقالت: خرج وهو جنب حين سمع النداء.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لذلك غسلته الملائكة)) .

وأما أنس بن النضر رضي الله عنه، فإنه جاء إلى المهاجرين والأنصار وقد ألقوا ما بأيديهم، فقال: ما يجلسكم؟، قالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان الشيطان قد نادى بذلك، وفقده المسلمون لاختلاطهم فلم يعرفوه.

فقال لهم أنس رضي الله عنه: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه.

ثم قال: إني أجد ريح الجنة دون أحد، فمضى فاستقبل المشركين

<<  <   >  >>