للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: وكان أبو البختري وهب بن وهب القاضي على المدينة والياً لهارون أمير المؤمنين، فكشف سقف المسجد في سنة ثلاث وسبعين ومائة، فوجد فيه سبعين خشبة مكسورة فأدخل مكانها خشباً صحاحاً.

وكان ماء المطر يغشى قبلة المسجد، فجعل بين القبلة والصحن حجارة مربعة لاصقة من غربي المسجد إلى الحجارة المربعة التي في شرقيه تلي القبر، فمنع الماء من الصحن، ومنع حصباء القبلة أن يصل إلى الصحن.

[ذكر الستارة التي كانت على صحن المسجد]

قال أهل السير: لما قدم أبو جعفر المنصور المدينة سنة أربعين ومائة، أمر بستور فستر بها صحن المسجد على عمد لها رؤوس كقريات الفساطيط وجعلت في الطيقان، فكانت الريح تدخل فيها، فلا يزال العمود يسقط على الإنسان، فغيرها وأمر بستور هي أكثف من تلك الستور وبحبال، فأتي بها من جدة من حبال السفن المتينة، وجعلت على تشبيك حباله اليوم، وكانت تجعل على الناس كل جمعة.

فلم تزل كذلك حتى خرج محمد بن عبد الله بن حسن يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومائة، فأمر بها فقطعت ذرائع لمن كان يقاتل معه، فتركت حتى كان زمن هارون أمير المؤمنين، فأحدث هذه الأستار ولم تكن تستر في زمن بني أمية.

أنبأنا ذاكر بن كامل، عن الحسن بن أحمد بن محمد الحداد، عن أبي نعيم الحافظ، عن أبي جعفر الخلدي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني محمد بن الحسن بن زبالة، قال: حدثني حسين بن مصعب، قال: أدركت كسوة الكعبة يؤتى بها المدينة قبل أن تصل إلى مكة، فتنشر على الرضراض في المسجد، ثم يخرج بها إلى مكة، وذلك في سنة إحدى وثلاثين، أو اثنتين وثلاثين ومائة.

[ذكر المصاحف التي كانت بالمسجد]

قال مالك بن أنس رضي الله عنه: أرسل الحجاج بن يوسف إلى

<<  <   >  >>