للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك منبراً يا رسول الله يجمع، أو يحمل عظامك! قال: بلى. قال: فاتخذ له منبراً مرقاتين.

وروى عن أبي الزناد أنه عليه الصلاة والسلام كان يخطب يوم الجمعة إلى جذع في المسجد، فقال: إن القيام قد شق علي، وشكا ضعفاً في رجليه، فقال له تميم الداري وكان من أهل فلسطين: يا رسول الله أنا أعمل لك منبراً كما رأيت يصنع بالشام، قال: فلما أجمع ذوو الرأي من أصحابه على اتخاذه، قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: إن لي غلاماً يقال له: كلاب، أعمل الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فمره يعمل، فأرسل إلى أثلة بالغابة فقطعها، ثم عملها درجتين ومجلساً، ثم جاء بالمنبر فوضعه في موضع المنبر اليوم، ثم راح إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فلما جاوز الجذع يريد المنبر حن الجذع ثلاث مرات كأنه خوار بقرة، حتى ارتاع الناس وقام بعضهم على رجليه، فأقبل عليه الصلاة والسلام حتى مسه بيده فسكن، فما سمع له صوت بعد ذلك، ثم رجع إلى المنبر فقام عليه.

وقد روي أن اسم هذا الغلام الذي صنع المنبر: مينا، وقال عمر بن عبد العزيز: عمله صباح، غلام العباس بن عبد المطلب.

قال الواقدي: وفي سنة ثمان من الهجرة اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم منبره، واتخذه درجتين ومقعدة.

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: ((قوائم منبري رواتب في الجنة، وما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)) .

وفي ((الصحيحين)) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((منبري على حوضي)) .

<<  <   >  >>