للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْهُمْ، وَأَنَا أَرْجُو ذَلِكَ.

٣٧٥- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ظفر، قال: أنبأنا جعفر بن أحمد، قال: أنبأنا عبد العزيز بن علي، قال: ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ، قال: ثنا محمد بن داود، قال: حَدَّثَنِي حَامِدٌ الأَسْوَدُ صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصِ، قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا، لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَحَدًا وَلَمْ يَذْكُرْهُ، وَإِنَّمَا يَأْخُذُ رَكْوَتُهُ ويمشي، فبينا نَحْنُ مَعَهُ فِي مَسْجِدِهِ تَنَاوَلَ رَكْوَتَهُ وَمَشَى فَأَتْبَعْتُهُ، فَلَمْ يُكَلِّمْنِي حَتَّى وَافَيْنَا الْكُوفَةَ، فَأَقَامَ بِهَا يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ الْقَادِسِيَّةِ، فَلَمَّا وَافَاهَا، قَالَ لِي: يَا حَامِدُ! إِلَى أَيْنَ؟ فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي! خَرَجْتُ بِخُرُوجِكَ. فَقَالَ: أَنَا أُرِيدِ مَكَّةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قُلْتُ: وَأَنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ أُرِيدُ مَكَّةَ. فَمَشَيْنَا يَوْمَنَا وَلَيْلَتَنَا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ، إِذَا شَابٌّ قَدِ انْضَمَّ إِلَيْنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فمشى معي يوماً وليلة لا يسجد لله عز وجل سَجْدَةً، فَعَرَّفْتُ إِبْرَاهِيمَ.

وَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا الْغُلامَ لا يُصَلِّي. فَجَلَسَ وَقَالَ لَهُ: يَا غُلامُ! مَا لَكَ لا تُصَلَّي وَالصَّلاةُ أَوْجَبُ عَلَيْكَ مِنَ الْحَجِّ؟ فَقَالَ: يَا شَيْخُ! مَا عَلَيَّ مِنْ صَلاةٍ.

قَالَ: أَلَسْتَ مُسْلِمًا؟ قَالَ: لا. قال: فأي شيء أنت؟ قال: نصراني، ولكني أسارني في النصرانية إلى التوكل، وادعت نَفْسِي أَنَّهَا قَدْ أَحْكَمَتْ حَالَ التَّوَكُّلِ، فَلَمْ أصدقها فيما ادعت، حتى خرجت إلى هذه الْفَلاةِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>