للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذين انفردوا بحكم سرقسطة (٤١).

ب - الخارجون من البربر:

يعد بنو موسى بن ذي النون من أشهر الخارجين على الأمراء في فترة الضعف، ثاروا في شنت برية، وسيطروا على الثغر الأدنى، أي طليطلة وما جاورها. كما ثار خليل وسعيد، ابنا المهلب من بيوتات البربر الكبيرة في كورة البيرة. واستقل بنو الملاح بزعامة عمر بن مضم الهنزولي الملاحي بمدينة جيان (٤٢).

ج - الخارجون من المولدين:

يعد عمر بن حفصون من أشهر الثوار الخارجين على السلطة الأموية في قرطبة. وكان هذا من أسرة فقيرة اعتنقت الإسلام منذ عهد الحكم بن هشام، عاش في بداية حياته في إقليم رندة، ثم فر إلى المغرب بعد ارتكابه لجريمة قتل، لكنه عاد إلى الأندلس واستولى على حصن روماني منيع اسمه ببشتر Bobastro في المناطق الجبلية الجنوبية في إقليم رية. وقد التفت حوله جماعة من المولدين وذلك في سنة ٢٦٧ هـ/ ٨٨٠ م، حيث أخذ بمهاجمة الجهات المجاورة لمنطقته والتوسع في الإغارة حتى وصل إلى المناطق القريبة من قرطبة ذاتها. وقد عاصرت حركة هذا المتمرد الأمراء الثلاثة الذين حكموا في هذه الحقبة. ولم يستطع أي منهم القضاء على حركته. وفي أواخر أيامه تحول إلى المسيحية، ظناً منه أن هذا الإجراء سيكتب النجاح لتمرده. ولكن بواعث هذا التحول تبدو سياسية أكثر منها عقائدية، قصد منها تلقي الدعم من المستعربين، ومن ملوك الدويلات النصرانية الاسبانية لإسقاط دولة العرب في الأندلس. ولم تنته حركة عمر بن حفصون إلا في عهد أمير الأندلس العظيم عبد الرحمن الناصر لدين الله (٤٣).

ومن المولدين الآخرين الذين كونوا دويلات مستقلة عن قرطبة، بنو قسي أو بنو موسى بن فرتون، الذين تمردوا في الثغر الأعلى في شمال شرق إسبانيا. وكذلك بنو مروان الجليقي، الذين استقلوا بولاية بطليوس في غرب إسبانيا وسعدون بن فتح السرنباقي الذي ثار بالقرب من مدينة قلنبرية Coimbra في البرتغال الحالية، وكان


(٤١) المقتبس، نشر انطونيا: ص ٢٠ - ٢١، ٢٩ - ٣١؛ ابن عذاري: ٢/ ١٣٧ - ١٣٨، ١٣٤.
(٤٢) المقتبس، (انطونيا)، ص ١٩، ٢٥، ٣١.
(٤٣) ابن القوطية، ص ٩٠ - ٩٤؛ المقتبس، (انطونيا) ص ١٢٨؛ ابن عذاري: ٢/ ١٠٦.

<<  <   >  >>