للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التابعين للفرنج أو لأمراء من كانتبرية وأشتوريش، الذين اتخذوا مدينة بنبلونة عاصمة لهم. ولم يستطع أمراء جليقية رغم الغزوات العديدة التي شنوها على هذه الإمارة، أن يضموها إلى مملكتهم وذلك لتفاني البشكنس في الدفاع عن استقلالهم. ومن زعماء هذه الإمارة غرسية أنيجز Garcia Iniguez، الذي يسميه ابن حزم (١٥)، بملك البشاكسة، والذي كان على صلة طيبة ببني قسي المولدين، سادة الثغر الأعلى، فقد ارتبط معهم برباط التحالف والمصاهرة، وحارب مع زعيمهم موسى بن موسى بن فرتون ضد أردونيو الأول، ملك جليقية، في معركة البلدة Albelda سنة ٢٤٨ هـ/٨٦٢ م (١٦). وخلف غرسية ابنه فرتون الذي قضى فترة طويلة أسيراً في قرطبة (١٧)، لكنه عزل عن الحكم بعد أن تغلب عليه شانجة غرسية الأول Sancho Garcia I (٢٩٣ - ٣١٤ هـ/٩٠٥ - ٩٢٦ م)، الذي كان أول من تلقب بلقب ملك من أمراء نافار، ويعد المؤسس الحقيقي لهذه المملكة (١٨).

وبالإضافة إلى مملكتي ليون ونافار، قامت مملكة أخرى في شمال إسبانيا، وذلك في الأراضي التي كانت تقع بين مملكة ليون في الغرب، ومملكة نافار في الشرق. وكانت هذه المناطق تسمى (بردوليا) ثم سميت فيما بعد باسم قشتالة Castilla، لكثرة الحصون التي كانت تقوم بها. وأصل هذه الحصون والقلاع يعود إلى جهود مملكة ليون التي أقامتها وأحاطت نفسها بها للحماية من هجمات المسلمين. وقد عرفت هذه الحصون في المصادر العربية باسم القلاع، كما سميت أيضاً نسبة إلى ولاية ألبة Alava باسم ألبة والقلاع. وكان سكان هذه المناطق من البشكنس وأهل ألبة يحكمون من قبل أمراء تابعين لمملكة ليون، لكنهم كانوا يتمتعون بشيء من الاستقلال الذاتي ليتمكنوا من محاربة المسلمين (١٩). أما عاصمة المنطقة فكانت يومئذ في مدينة بُرْغُش Burgos. وقد حاول هؤلاء الأمراء المحليون جهدهم للمحافظة على هذا الاستقلال الذاتي، بل التحرر من سلطة مملكة ليون. وقد سنحت لهم هذه الفرصة، حينما اتحدت معظم القلاع في


(١٥) جمهرة أنساب العرب، ص ٥٠٢.
(١٦) المصدر نفسه، ص ٥٠٢، وانظر أيضاً: عنان، المرجع السابق، ج ١، ص ٢٩٨، ٣٦٢؛ عبد الرحمن الحجي، أندلسيات، المجموعة الثانية، بيروت، ١٩٦٩، ص ٥٣؛ خليل السامرائي، الثغر الأعلى الأندلسي، ص ٣٤٠.
(١٧) ابن عذاري: ٢/ ٩٧.
(١٨) عنان، المرجع السابق: ١/ ٣٦٣.
(١٩) انظر: العبادي، في تاريخ الأندلس والمغرب، ص ٧٨.

<<  <   >  >>