للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خزائنه عند وفاته " خمسة آلاف ألف ألف ألف ثلاث مرات " من الدنانير (أي ما يعادل خمسة آلاف مليون دينار) (٤٠).

٣ - المنشآت المعمارية:

تعد المنشآت المعمارية مظهراً متقدماً من مظاهر الحضارة، ومن ثم فهي تعد دلالة على الرخاء الاقتصادي، ولقد امتلكت الأندلس في عهد الخلافة كل المقومات المؤهلة لأن تكون بحق وليدة عصر الخليفة الناصر، وأن تصبح العاصمة قرطبة صورة حقيقية لمظاهر ازدهار وبذخ ذلك العصر. فقد كانت من أكبر وأجمل عواصم العالم آنذاك (٤١).

فمع نمو عدد سكانها البالغ أكثر من خمسمائة ألف، توسعت عمائرها ومبانيها، فمن المساجد حَوَت ما يقارب الأربعمائة وواحد وتسعين مسجداً (٤٢). اشترك في بنائها الأمراء والخلفاء ورجال الدولة والميسورون من السكان، واتخذت أسماءها حسب حاراتها أو مؤسسيها (٤٣)، ويعد المسجد الجامع أشهر وأكبر المساجد على الإطلاق، وهو آية من آيات الفن ترك أمراء بنو أمية بصماتهم عليه زيادة وتوسعاً إلى أن انتهى بكامل روعته في عصر الخليفة الناصر (٤٤)، وبلغ عدد دور قرطبة ما يقارب المائة ألف دار (٤٥) تنتشر في أرباض المدينة الواحد والعشرين (٤٦) واشتهرت قرطبة بحماماتها البالغة ثلاثمائة حمام (٤٧) وبفنادقها وساحاتها وحدائقها (٤٨)، ولعل من أهم آثار الناصر المعمارية، مدينة الزهراء (٤٩)


(٤٠) المقري: ١/ ٣٧٩، عنان، دول الإسلام: ٢/ ٤٤٧.
(٤١) ابن حوقل، صورة الأرض: ١٠٧، بيروت.
(٤٢) العذري، نصوص عن الأندلس: ١٢٤، تحقيق عبد العزيز الأهواني، الحميري، الروض المعطار: ٤٥٨ تحقيق إحسان عباس. وقارن: ابن عذاري ٢/ ٢٣٢.
(٤٣) مثلاً: مسجد ابن ضرغام، وأبي عبيد، والليث، وابن ياسين، ورحلة الشتاء والصيف والسقا، والغازي، والزجاجين وغيرها.
(٤٤) أنشأ الناصر في سنة ٣٤٠ هـ منارة جديدة للمسجد، تميزت بضخامتها وعلوها الشاهق زينها بما تستحق حتى عرفت به، الحميري: ٤٥٨، ابن الخطيب، أعمال الأعلام: ٣٨.
(٤٥) تنظر الروايات التي أوردها المقري في النفح: ١/ ٥٤٠.
(٤٦) منها: الأرباض القبلية بعدوة النهر، ربض شقندة، وربض منية عجب، وأما الغربية فتسعة: ربض حوانيت الريحاني، وربض الرقاقين، وربض مسجد الكهف، وربض بلاط مغيث ... ينظر: المقري ١/ ٤٦٥. وفي البيان المغرب ٢/ ٢٣٢ لابن عذاري " ثمانية وعشرين ربضاً ".
(٤٧) المقري: ١/ ٥٤٠ وقيل سبعمائة حمام، وقيل تسعمائة ....
(٤٨) المقري: ١/ ٤٤٦؛ ابن حوقل: ١٠٨.
(٤٩) ينظر: قصر الزهراء في الأندلس، نجلة العزي- بغداد، ١٩٧٧.

<<  <   >  >>