للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - العلاقات الدبلوماسية:

ظلت العلاقات الودية قائمة بين الأندلس والإمبراطورية البيزنطية فقد عاصر المنصور الإمبراطور بازيل الثاني (٩٧٦ - ١٠٢٥ م) الذي يعد عصره الطويل من أزهى عصور هذه الإمبراطورية.

وظلت أيضاً علاقة الأندلس بألمانيا علاقة صداقة وسلام رسختها رغبة الطرفين في استمرار تلك العلائق، وكان إمبراطور ألمانيا أوتو الثالث ٩٨٣ - ١٠٠٢ م قد سار على نهج أسلافه في إقرار عرى التعاون المشترك بين البلدين. أما علاقات الأندلس الدبلوماسية مع ملوك وأمراء إسبانيا الشمالية فلم تكن لترقى إلى مستوى العلاقات الودية إلا في ظروف عجزت معه هذه الممالك عن مقاومة جيوش المنصور ابن أبي عامر، فتم عقد المصاهرة بين المنصور وبين ملك نبرة شانجة عندما تزوج الأول إبنة الأخير.

أما العلاقات مع قشتالة، فقد عاصر المنصور ابن أبي عامر اثنين من حكامها فرناند وابنه سانشو وكلاهما لقي الكثير من الهزائم أمام قوات المنصور فالأول انتهت حياته في الأسر والثاني اضطر إلى عقد اتفاق مذل مع المنصور ابن أبي عامر أعلن فيه خضوعه وولاءه التام له (٨٤).

- السياسة الداخلية:

١ - علاقة المنصور مع الخليفة هشام المؤيد:

استمر الحجر على الخليفة هشام المؤيد ومنعت تحركاته إلا بمعرفة المنصور ابن أبي عامر، وهي سياسة دأب عليها أولاده عبد الملك وعبد الرحمن من بعده وظل الخليفة المؤيد اسماً مجرداً في سلسلة خلفاء الأندلس، ورمزاً تمارس باسمه جميع السلطات لاكتساب الشرعية (٨٥). وإذا كان المنصور قد اختار مناسبات معينة لظهور الخليفة بموكبه المعروف، فإنه كان يقصد أول ما يقصد الرد على تقولات المروانيين وبعض الإشاعات التي تبث في العاصمة عن سجن الخليفة بقصره وعدم السماح له بالظهور وسط العامة (٨٦).


(٨٤) العبادي: ج ٢٤٦ و ٢٤٧.
(٨٥) يقول ابن عذاري: ٢/ ٢٧٨ " وأشاع ابن أبي عامر أن السلطان فوض إليه النظر في أمر الملك وتخلى عنه لعبادة ربه، وانبث ذلك في الرعية حتى اطمأنوا إليه ".
(٨٦) ينظر: ابن الخطيب: أعمال الأعلام: ٧٦.

<<  <   >  >>