للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحروب المستعين إلى طلب العون من ملك قشتالة مقابل دفع مبالغ كبيرة من المال، ولكن قوات أرجون تمكنت من احتلال مدينة وشقة سنة ٤٨٩ هـ/١٠٩٦ م (١١٢) التي تعد ثاني مدينة في دويلة سرقسطة، ودارت بعد ذلك معارك شديدة بين الطرفين آخرها معركة (فالتيرا) سنة ٥٠٣/ ١١١٠ م التي قتل فيها المستعين وارتدت قواته منسحبة باتجاه قاعدة سرقسطة (١١٣)، وخلف عبد الملك الملقب بعماد الدولة والده المستعين فشهد دخول المرابطين سرقسطة أواخر سنة ٥٠٣ هـ لينهوا حكم أسرة بني هود الذي استمر أكثر من سبعين سنة (١١٤).

٨ - دويلة دانية والجزائر الشرقية:

تمكن مجاهد العامري أحد موالي المنصور ابن أبي عامر من السيطرة على مدينة دانية خلال فترة اضطراب الأندلس، وحكمها باسمه ثم تغلب على الجزائر الشرقية في حدود سنة ٤٠٥ هـ/١٠١٤ م (١١٥).

وبحكم الموقع الجغرافي لدانية من الأندلس فقد تخلصت هذه المدينة من المنازعات التي شغلت حكام الطوائف سنين عديدة، وقامت سياسة مجاهد العامري على بناء وتحصين قواعد دويلته والاهتمام ببناء قوات عسكرية برية وبحرية، أعدت منذ البداية لمهمات تتعدى حدود الأندلس، وكانت أولى تلك المهمات تتحدد في تنفيذ مخططاته الرامية للسيطرة على جزر البحر المتوسط، ومنها جزيرة سردينيا التي احتلت سنة ٤٠٦ هـ/١٠١٥ م (١١٦)، والتعرض للمدن الإيطالية جنوه وبيزا ولوني التي أصابتها قواته البحرية مرات عديدة. ولكن العامري لم يتمكن من الاحتفاظ بجزيرة سردينيا طويلاً


(١١٢) ابن خلدون: ٤/ ١٦٣.
(١١٣) ابن خلدون: ٤/ ١٦٣.
(١١٤) على أن سقوط سرقسطة لم يكن آخر العهد ببني هود ذلك أن عماد الدولة عبد الملك بن المستعين استقر بقاعدة روطة الحصينة ... يشهد الصراع المضطرم بين المرابطين والممالك الإسبانية الشمالية حول امتلاك سرقسطة، فلما سقطت بأيديهم وضع نفسه تحت حماية سيدها الجديد ألفونسو ... واستمر على حاله حتى توفي في روطة ... سنة ٥٢٤ هـ/١١٣٠ م فخلفه في الإمارة ولده أبو جعفر أحمد بن عبد الملك .. واستمر في حكمه لروطة ... حتى حمله ألفونسو ملك قشتالة ... على التنازل عنها وعوضه عنها بقسم من مدينة طليطلة في سنة ٥٣٤ هـ /١١٣٩ م.
(١١٥) ابن عذاري: ٣/ ١٥٥.
(١١٦) ابن خلدون: ٤/ ١٦٤، ابن الخطيب، أعمال الأعلام ٢١٩.

<<  <   >  >>