للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - عصر الاستقرار والازدهار ٢٠٦ - ٢٧٣ هـ/٨٢٢ - ٨٨٦ م وهو عصر عبد الرحمن الأوسط ٢٠٦ - ٢٣٨ هـ وعصر ابنه الأمير محمد ٢٣٨ - ٢٧٣ هـ.

٤ - عصر الحرب الأهلية، ٢٧٣ - ٣٠٠ هـ/٨٨٦ - ٩١٢ م، وهو عصر الأمير المنذر بن محمد ٢٧٣ - ٢٧٥ هـ وعصر الأمير عبد الله بن محمد ٢٧٥ - ٣٠٠ هـ، نرى أن الملامح الشامية للحضارة العربية دخلت الأندلس في عصر الولاة وعصر التأسيس من عصر الإمارة، وأن الملامح الحجازية دخلت في عصر التوطيد من عصر الإمارة، كما أن الملامح العراقية دخلت في عصر الاستقرار والإزدهار من عصر الإمارة وما تلاه من عصور (٢٠).

أما التأثير الحجازي، فبدأ في عصر التوطيد، ولعل السبب الذي أدى إلى ضعف التأثير الشامي على الأندلس هو أن سليمان وعبد الله من أولاد الداخل قد تمردوا على أخيهم الأمير هشام، وكان وراءهما الحزب الشامي في الأندلس، فلما انتصر الأمير هشام على إخوانه، هربوا إلى شمالي أفريقية، وضعف الحزب الشامي بالأندلس، فنتج عن ذلك ضعف شأن التأثير الشامي الذي سيطر على الأندلس، وبذلك نجد الأندلسيين، وبخاصة أميرهم، يبحثون عن آفاق حضارية جديدة غير الشامية، فاهتدوا إلى الملامح الحجازية.

وكان الحجاز في القرن الثاني للهجرة مركزاً حضارياً هاماً للفنون والموسيقى، والعلوم الدينية، ففي مجال الفنون، ظهرت الممارسات الموسيقية الأولى في الحجاز وهي عبارة عن الموسيقى العربية الأصلية الممزوجة بالمؤثرات الفارسية والبيزنطية نتيجة حركة الفتوحات العربية، وكان هناك تنافس بين مكة والمدينة في هذا المجال. وسرعان ما انتقل هذا الفن إلى الأندلس عن طريق الجواري والمغنين الذين رحلوا إلى الأندلس ونقلوا معهم هذه المظاهر الحضارية. وفي المقدمة تأتي المغنية (عجفاء) التي أثارت إعجاب الأندلسيين في عهد الأمير هشام، ويأتي بعدها الثنائي الغنائي الحجازي (علون وزقون) في عهد الأمير الحكم (٢١).

أما في مجال العلوم الدينية، فقد كانت المدينة المنورة مركز العلوم الدينية، وقد توج نضوج هذه العلوم وجود الإمام مالك بن أنس فيها (توفي عام ١٧٩ هـ) صاحب


(٢٠) السامرائي، " أثر العراق الحضاري "، ص ٢.
(٢١) المقري، نفح، ج ٣، ص ١٣٠ - سالم، قرطبة حاضرة الخلافة، ج ٢، ص ٨٦.

<<  <   >  >>