للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس (توفي عام ٤٠٢ هـ) (١١٨)، وألَّف العالم يحيى بن شراحيل (توفي عام ٣٧٢ هـ) كتاباً في توجيه حديث الموطأ للإمام مالك، واشتهر كتاب تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي في هذه الفترة أيضاً (١١٩).

أما في مجال العلوم الصرفة (العقلية) فاشتهر العالم أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي (توفي عام ٤٠٤ هـ) وهو صاحب كتاب (التصريف لمن عجز عن التأليف) وهو كبير جراحي الأندلس في هذه الفترة (١٢٠). أما إمام العلماء في الرياضيات والفلك في هذه الفترة فهو أبو القاسم مسلمة المجريطي (توفي عام ٣٩٨ هـ)، وهو الذي عني بزيج محمد بن موسى الخوارزمي وحوله من السنين الفارسية إلى السنين العربية (١٢١).

وثاني الملاحظات على علوم هذا العصر هي: خمول الدراسات الفلسفية ويعود سبب ذلك إلى مقاومة الحاجب المنصور لهذه الدراسات، من أجل إرضاء عامة الناس، وكسب تأييد الفقهاء. ومن أبرز أعماله في هذا المجال إحراقه لكتب الفلك والمنطق والفلسفة التي كانت تمتلئ بها مكتبة الحكم المستنصر (١٢٢). وبهذا خمدت روح البحث العلمي، وقيدت الحرية الفكرية، وتهيب الناس من دراسة العلوم العقلية، وقد تخفى بعض العلماء، وهرب القسم الآخر نحو المشرق للتخلص من الاضطهاد (١٢٣).

وثالث الملاحظات على علوم هذه الفترة، هي ازدهار الدراسات اللغوية، والتي دفعت بعوامل من المشرق الإسلامي وليس بسبب ذاتي، حيث وَصَل في هذه الفترة اللغوي المشرقي الأديب صاعد البغدادي (أبو العلاء صاعد بن أبي الحسن بن عيسى) إلى الأندلس عام ٣٨٠ هـ في أيام الحاجب المنصور، فاستقبله المنصور أحسن استقبال (١٢٤). ولقي صاعد البغدادي الأمرَّين في الأندلس، وتصدى له بعض علمائها


(١١٨) ابن بشكوال، الصلة، ج ١، ص ٣٠٩ - بالنثيا، المرجع السابق، ص ٣٩٥.
(١١٩) ابن الفرضي، تاريخ ترجمة رقم ١٥٩٨.
(١٢٠) الحجي، الحضارة الإسلامية، ص ٥٨ - ابن بشكوال، الصلة، ترجمة رقم ٥٧٣.
(١٢١) صاعد، طبقات، ص ٩٣ - ابن القفطي، تاريخ الحكماء، ص ٣٢٦ - طوقان، تراث العرب العلمي، ص ٢٥٧ هـ حكمت نجيب، دراسات، ص ٢١١ - الحجي، الحضارة الإسلامية، ص ٥١ - سالم، قرطبة، ج ٢، ص ٢١٠.
(١٢٢) سالم، قرطبة، ج ٢، ص ١٦٢ - بالنثيا، المرجع السابق، ص ٦٥.
(١٢٣) ينظر: النباهي، المرقبة العليا، ص ٧٧ - ٧٩ - هيكل، المرجع السابق، ص ٢٧٠.
(١٢٤) المراكشي، المعجب، ص ١٩ وما بعدها - المقري، نفح، ج ٢، ص ٨٦ وما بعدها - ابن خلكان، وفيات، ج ١، ص ٢٢٩ - ابن بسام، الذخيرة، ق ٤، م ١، ص ٨ وما بعدها.

<<  <   >  >>