للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عام ٥٢٩ هـ بمراكش (١٨١).

ونوى من خلال دراسة ترجمة هؤلاء الكتاب وغيرهم، أنهم كانوا يتمتعون بمكانة مرموقة في البلاط المرابطي ويحملون لقب (ذو الوزارتين) أمثال أبي بكر بن القصيرة، وأبي عبد الله محمد بن أبي الخصال الغافقي (١٨٢).

وخلال العصر المرابطي ظهر في الأندلس الكثير من أعلام المحدثين والفقهاء، فقسم منهم تعاون مع ولاة المرابطين في الأندلس، وقسم آخر ذهب إلى مراكش ودخل في خدمة المرابطين هناك، ومن أشهرهم: الفقيه أبو محمد عبد الحق بن غالب المحاربي (توفي ٥٤٢ هـ) من أهل غرناطة، ويبدو أنه تعاون مع المرابطين في الأندلس ومدحهم بأشعاره (١٨٣). والفقيه أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري من أهل المرية، ودخل في خدمة المرابطين في أواخر أيامهم، ثم انحاز إلى دولة الموحدين إلى أن توفي بمراكش عام ٥٥٩ هـ (١٨٤). ومنهم الفقيه عبد الله بن محمد بن عبد الله النفري المعروف بالمرسي (٤٥٣ - ٥٣٨ هـ) ولد ودرس بمرسية، ثم انتقل إلى مدينة سبتة وتولى الخطابة بجامعها، ورجع إلى الأندلس وتوفي في قرطبة (١٨٥).

كما نبغ في العصر المرابطي بعض أئمة اللغة في الأندلس، ومنهم أحمد بن عبد الجليل المعروف بالتدميري، نشأ في المرية، وسكن بجاية في ظل بني حماد ثم توفي في مدينة فاس عام ٥٥٥ هـ (١٨٦).

وأما عن العلوم، فقد حظيت الأندلس بنهضة علمية في هذه الفترة، والتي كانت امتداداً للنهضة الفكرية التي ظهرت في عصر الطوائف. وكان في مقدمة العلماء الذين ظهروا في عصر السيطرة المرابطية أبو بكر محمد بن يحيى بن الضائع التجيبي المعروف بابن باجة (توفي عام ٥٣٣ هـ) وأصله من سرقسطة نشأ فيها في أواخر مملكة بني هود، ونبغ في الرياضيات والفلك والفلسفة، ولما ولي الأمير أبو بكر بن إبراهيم المسوفي، وهو ابن عم يوسف بن تاشفين وحكم سرقسطة عام ٥٠٨ هـ، استوزر أبا بكر بن باجة


(١٨١) ابن الآبار، المعجم، ص ٣١٣.
(١٨٢) السامرائي، علاقات، ص ٤١٤.
(١٨٣) الضبي، بغية، ترجمة ١١٠٣ - ابن دحية، المطرب، ص ٩١.
(١٨٤) ابن الخطيب، الإحاطة، ج ١، ص ١٨٢.
(١٨٥) ابن بشكوال، الصلة، ترجمة رقم ٦٥٠.
(١٨٦) ابن الآبار، التكملة، رقم ١٧٥.

<<  <   >  >>