للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأندلسية التي كان عالمها المفضل البحر مثل أسرة بني ميمون المشهورة (٣٢٨).

وعندما ضم يوسف بن تاشفين الأندلس إلى دولته، لم يتعرض بسوء لأمير الجزائر الشرقية (مبشر بن سليمان ٤٨٦ - ٥٠٨ هـ) لأن هذه الإمارة تقف حائلاً أمام هجمات الأساطيل الأوروبية ضد الأندلس.

لم تصمد الجزائر الشرقية طويلاً أمام هجمات الحملة الأوروبية البحرية الكبيرة عام ٥٠٨ هـ، وأثناء الحصار توفي أمير الجزائر مبشر، فتولى أمرها أبو الربيع سليمان بن ليون الذي واصل المقاومة، وحاول مغادرة الجزيرة لطلب العون من المرابطين، إلا أنه وقع أسيراً بأيدي الأعداء، فدخلت القوات الأوروبية الجزائر الشرقية عام ٥٠٨ هـ وعاثت فيها فساداً (٣٢٩).

إلا أنّ الأسطول المرابطي لم يصل إلى الجزائر الشرقية، إلا بعد سيطرة العدو عليها (٣٣٠)، وكان الأسطول المرابطي بقيادة أمير البحر (ابن تاقرطاس)، فلما علم الإيطاليون وحلفاؤهم باقتراب هذا الأسطول، انسحبوا من الجزيرة مثقلين بالسبي والغنائم، بعد أن أدركوا أنهم سيخوضون معركة غير مأمونة العواقب، وبعدها دخل المرابطون الجزيرة وشرعوا في تعميرها وذلك من عام ٥٠٩ هـ (٣٣١). وبذلك تصبح الجزائر الشرقية ولاية مرابطية يديرها (وانور بن أبي بكر اللمتوني) الذي حكمها إلى سنة ٥٢٠ هـ، ثم حكمها من بعده بنو غانية وأقاموا فيها إمارة مستقلة (٣٣٢).

ولما سيطر روجار الأول على صقلية عام ٤٨٥ هـ، أخذ النورمان يشنون هجماتهم البحرية على المهدية قاعدة بني زيري في تونس، فاستنجد الزيريون بأبناء عمومتهم المرابطين، فأرسل إليهم أمير المسلمين علي بن يوسف أسطوله البحري بقيادة أبي عبد الله بن ميمون فهاجم صقلية وفتح بعض المدن فيها وسبى الكثير من نسائها وأطفالها انتقاماً لأبناء جلدته في أفريقية. وكان ملوك النورمان في صقلية يتوجسون خيفة


(٣٢٨) ينظر، المراكشي، المعجب، ص ٢٧٩ - ابن الكردبوس، تاريخ الأندلس، ص ١٢٣ - العبادي، دراسات، ص ٣٢١.
(٣٢٩) ينظر، ابن الكردبوس، تاريخ الأندلس، ص ١٢٣ - الحميري، الروض المعطار، ص ١٨٨.
(٣٣٠) القلقشندي، صبح الأعشى، ج ٥، ص ٢٥٧.
(٣٣١) السامرائي، " الجزائر الشرقية "، ص ١٨١.
(٣٣٢) ينظر، ابن خلدون، العبر، ج ٤، ص ١٦٥ - الحميري، الروض المعطار، ص ١٨٨ - محمود علي مكي، " وثائق تاريخية جديدة "، ص ١٦١ - ١٦٢.

<<  <   >  >>