للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأسطول الموحدي غانم بن مردنيش ودمر بعض سفن البرتغاليين وذلك في عام ٥٧٥ هـ. وتبادل الطرفان النصر والهزيمة في حروب البحر، وقد أسر في إحداها غانم وأخوه أبو العلا وأطلقا بفدية كبيرة (٣٣٨). وأراد هذا الخليفة أن يقود الجيوش بنفسه لتأديب مملكة البرتغال فعبر إلى الأندلس وحاصر مدينة لشبونة براً وبحراً، ثم حاصر مدينة شنترين، إلا أنه أصيب بهزيمة منكرة، واستشهد على أثرها عام ٥٨٠ هـ (٣٣٩). ومن أشهر قادة أساطيله أمير البحر أبو العباس الصقلي، وعلي بن الربرتير اللذان قادا أساطيله في معارك الجهاد هذه (٣٤٠). وفي عهد الخليفة يعقوب المنصور (٥٨٠ - ٥٩٥ هـ) بدأ الأسطول البرتغالي بالتعاون مع الأساطيل الصليبية الأخرى الفرنسية والألمانية، بمهاجمة ثغور الأندلس الغربية وبخاصة مدينة شلب فسيطروا عليها عام ٥٨٥ هـ، مما زاد في حراجة أمر الأسطول الموحدي. واستطاع هذا الخليفة الرد على هذا الهجوم الصليبي بأن عبر بقواته إلى الأندلس وهاجم أساطيل البرتغال في غربي الأندلس وانتصر عليها وذلك في عام ٥٨٦ هـ، فاسترد مدينة شلب وقصر أبي دانس (٣٤١).

وفي عهد الخليفة الناصر (٥٩٥ - ٦١١ هـ) سيطرت الدولة الموحدية على الجزائر الشرقية عام ٥٩٩ هـ بعد إعداد حملة بحرية كبيرة خرجت من دانية بقيادة ابن عمه أبي العلاء إدريس بن يوسف بن عبد المؤمن، والتي أفلحت في هذه المهمة (٣٤٢). كما هاجم الأسطول الموحدي مملكة أرغون وأحرز على أساطيلها النصر وذلك عام ٦٠٧ هـ (٣٤٣).

وبعد هزيمة هذا الخليفة في معركة العقاب عام ٦٠٩ هـ، بدأت المدن الأندلسية تتساقط بأيدي الممالك الإسبانية، وبدأ بعض زعماء الأندلس بالاستقلال أمثال محمد بن يوسف بن هود في مرسية، ومحمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر في أرجونة وغرناطة.

وقد اعتمد ابن هود على الأسطول الأندلسي في هذه الفترة، وقد وضحنا كيف سيطر على سبتة ورباط الفتح وسلا في عدوة المغرب بعض الوقت. وبعد اغتيال ابن هود عام ٦٣٥ هـ، بدأت مملكة غرناطة في الظهور على مسرح الأحداث.

أما الممالك الإسبانية فقد سيطرت على قرطبة عام ٦٣٣ هـ، وعلى إشبيلية وقادس


(٣٣٨) ينظر، ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة، ص ٢٣٢ - العبادي، دراسات، ص ٣٤٧ وما بعدها.
(٣٣٩) ابن أبي زرع، روض القرطاس، ص ١٤١ - أشباخ، تاريخ الأندلس، ج ٢، ص ٧٤.
(٣٤٠) ابن القطان، نظم الجمان، ص ٩٦ - العبادي، دراسات، ص ٣٥٤ - ٣٥٥.
(٣٤١) المراكشي، المعجب، ص ٣٥٦ - العبادي، دراسات، ص ٣٦٢ - ٣٦٤.
(٣٤٢) المراكشي، المعجب، ص ٣٩٤.
(٣٤٣) العبادي، دراسات، ص ٣٦٩.

<<  <   >  >>