للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عام ٦٤٦ هـ، فصار لهم منفذ إلى مضيق جبل طارق، كما سقطت بلنسية عام ٦٣٦ هـ، وجزيرة ميورقة عام ٦٢٧ هـ وجزيرة يابسة عام ٦٣٣ هـ وجزيرة منورقة عام ٦٨٦ هـ (٣٤٤)، وبقيت مملكة غرناطة فترة من الزمن تجاهد الإسبان إلى أن سقطت.

وملكت مملكة غرناطة ساحلاً طويلاً يمتد من المرية إلى مضيق جبل طارق والجزيرة الخضراء، مما جعلها تعتمد على أسطول قوي في مجاهدة الإسبان، كما جاهدتهم في البر. ومن قادة الأسطول الغرناطي المشهورين أسرة بني الرنداحي، وكذلك القائد الوزير أبو الحسن بن كماشة (٣٤٥). وفي أعوام ٧٠٦ هـ، ٧٠٧ هـ، ٧٠٨ هـ عمد السلطان محمد الثالث النصري (٧٠١ - ٧٠٨ هـ) إلى مهاجمة جزر البليار، كما ضربت أساطيله سواحل مملكة أرغون الإسبانية (٣٤٦). وأولت هذه الدولة رجال الأسطول برعايتها وأعطتهم أجوراً عالية (٣٤٧). وحرصت مملكة غرناطة باستمرار على أن يكون مضيق جبل طارق مفتوحاً أمام النجدات المغربية، وبعيداً عن سيطرة الإسبان، كي يضل اتصالها بالعدوة المغربية مستمراً. وقد أضطرت غرناطة إزاء هذا الأمر إلى التنازل للمغرب عن بعض قواعدها الجنوبية المطلة على المضيق مثل جبل طارق والجزيرة الخضراء وطريف، ويتولى المغرب مهمة الدفاع عن هذه القواعد. وقد أدركت الممالك الإسبانية أهمية هذا الأمر فحاولت فرض سيطرتها على المضيق واحتلال قواعده كي تحول دون وصول الإمدادات المغربية إلى الأندلس (٣٤٨).

النظم الاجتماعية:

خلال وبعد إتمام فتح الأندلس هاجرت أعداد كبيرة من المسلمين إليها، وكان أكثرهم من شمال إفريقية واستقروا في سائر أنحاء الأندلس. وليس من الصحيح أن المسلمين العرب استأثروا بأحسن النواحي في الأندلس (٣٤٩). وإذا وجد بأن بعض مسلمي البربر قد سكنوا بعض النواحي الجبلية، فإن هذا يتناسب مع ما اعتادوا عليه من


(٣٤٤) ينظر، ابن الآبار، الحلة السيراء، ج ٢، ص ٣١٨ - ٣١٩ - ابن الخطيب، أعمال الأعلام، ص ٢٧٥ - ٢٧٧ - العبادي، دراسات، ص ٣٧٣ - ٣٧٥.
(٣٤٥) ابن خلدون، العبر، ج ٧، ص ٢٤٧ - ابن الخطيب، الإحاطة، ج ١، ص ٢٠٠.
(٣٤٦) فرحات، غرناطة، ص ٩٦.
(٣٤٧) العبادي، دراسات، ص ٣٩٩.
(٣٤٨) ينظر، فرحات، غرناطة، ٩٦ - العبادي، دراسات، ص ٤٠٠ - ٤٠١.
(٣٤٩) عنان، دولة الإسلام، ج ١، ص ٧١ - مؤنس، فجر الأندلس، ص ١٢٨، ٣٨٨.

<<  <   >  >>