للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشمال الإفريقي (٣٥٠). مع العلم بأن هناك نواحي سهلة خصبة سكنها مسلمون من البربر (٣٥١)، مع غيرهم من المسلمين مثل كورة فحص البلوط الواقعة شمالي قرطبة ومدينتها غافق، وكورة السهلة وحاضرتها شنتمرية (شنتمرية الشرق)، والتي كان بنو رزين البربر من سكانها (٣٥٢). وسكنها كذلك قبائل هوارة ومديونة البربرية، وتقع هذه الكورة بين سرقسطة وطليطلة والتي وصفت بالخصب (٣٥٣). كما كان من رجالات البربر الداخلين الأندلس في حملة طارق بن زياد ومنهم (رزين البرنسي) كانت له أراضٍ زراعية بجوار قرطبة اشتهرت بزراعة الزيتون، وقد اشتراها عبد الرحمن الداخل من ورثته (٣٥٤).

هذا مع الأخذ بنظر الاعتبار أن هناك أراضٍ في الشمال الإسباني كانت توصف بالخصب ووفرة الخيرات (٣٥٥).

وخلاصة القول: أن سكنى المسلمين في الأندلس من عرب وبربر كانت حسب الرغبة قياساً لنوع الحياة السابقة وطبيعة الأرض التي اعتادوا عليها قبل العبور. فقد كانت الأرض الجبلية تناسب البربر لأنهم يرغبون سكنى الجبال والصحاري (٣٥٦). كما يلاحظ أن بعض العرب سكنوا الجبال، وبعض البربر سكنوا السهول. وهذا حسب ما يرغب كل فريق دون إجبار أو إكراه (٣٥٧). وسمي المسلمون الأوائل الذين عبروا مع موسى بطالعة موسى أو البلديين، وأغلبهم من القبائل اليمانية أصحاب الميل إلى التعمير والاستقرار، فقويت الصلات بينهم وبين الأرض وأهلها (٣٥٨). ثم تبعتهم هجرات عربية أخرى بقيادة بلج بن بشر القشيري ودخلت الأندلس عام ١٢٣ هـ بما يقارب عشرة آلاف وعرفوا بطالعة بلج أو الشاميين (٣٥٩). ثم الطالعة الثانية أو المسماة عسكر العافية التي رافقت الوالي أبا الخطار (١٢٥ - ١٢٧ هـ) (٣٦٠). وقد وزع هذا الوالي طالعة بلج على


(٣٥٠) بدر، دراسات، ج ١، ص ٤٩ - ٥٠.
(٣٥١) ينظر، ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص ٤٩٩ - ٥٠٢.
(٣٥٢) ابن سعيد، المغرب، ج ٢، ص ٤٢٧ - ابن حزم، جمهرة، ص ٥٠٠.
(٣٥٣) ابن الآبار، الحلة، ج ٢، ص ١٠٨ - ابن عذاري، البيان، ج ٣، ص ١٨١.
(٣٥٤) ابن حيان، المقتبس، ج ٢، ص ٢٣٤ - المقري، نفح، ج ١، ص ٤٤٦ - ٤٦٨.
(٣٥٥) مؤنس، رحلة الأندلس، ٣٥١.
(٣٥٦) ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ٧، ص ٢٣.
(٣٥٧) مؤنس، فجر الأندلس، ص ٣٧٠ وما بعدها، ص ٣٨٧ - الحجي، التاريخ الأندلسي، ص ١٣٩.
(٣٥٨) مؤنس، فجر، ص ٢١٥ - ذنون، التنظيم الإجتماعي في الأندلس، ص ٢.
(٣٥٩) مجهول، أخبار مجموعة، ص ٣٧ - ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ٢٥١.
(٣٦٠) ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ٣٤.

<<  <   >  >>