للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وولده محمد الملقب أبو بكر قاضي إشبيلية في سفارة إلى بغداد (٤٨٥ - ٤٩٣ هـ) من أجل إحضار تفويض الخلافة العباسية بصحة ولاية يوسف بن تاشفين، ووجوب طاعته، وإحضار فتوى من الإمام الغزالي بهذا المعنى (٥٣٦). وقد أفلحت هذه السفارة في مهمتها (٥٣٧).

٥ - تزعم الفقهاء والقضاة ثورة أهل الأندلس على المرابطين في السنوات الأخيرة من الحكم المرابطي بالأندلس. وكان من الزعماء الفقيه محمد بن المنذر الذي سيطر على مدينة باجة (٥٣٨). وكذلك القاضي حمدين بن محمد بن حمدين التغلبي الذي سيطر على قرطبة ولقبوه أمير المسلمين المنصور بالله (٥٣٩). وتزعم قاضي غرناطة الثورة ضد المرابطين وهو (أبو الحسن علي بن عمر بن أضحى) (٥٤٠). وفي مدينة مالقة ثار قاضيها (أبو الحكم بن حسون) على المرابطين ودعا لنفسه وحاصر المرابطين في المدينة حتى أخرجهم منها (٥٤١). وكذلك ثار في جيان قاضيها يوسف بن عبد الرحمن بن جزي وأنشأ بها حكومة مستقلة (٥٤٢). وفي بلنسية تجمع الثوار تحت زعامة قاضيها أبي عبد الملك مروان بن عبد العزيز الذي قبل الأمر مكرهاً (٥٤٣).

ومن الملاحظ أن أكثر ثوار الأندلس ضد المرابطين هم من الفقهاء والقضاة وأعلام الأدب، وهذا يعود إلى المركز والنفوذ الذي تمتعوا به في ظل دولة المرابطين حتى تركزت فيهم عناصر الزعامة المحلية، فلما بدأ سلطان المرابطين بالأفول قام هؤلاء الفقهاء والقضاة بزعامة مدنهم من أجل استرداد سلطانهم القومي. إلا أن معظم هذه الثورات تم القضاء عليها إما بواسطة القوات المرابطية المتواجدة في ولاية الأندلس، أو بانضواء قادتها تحت لواء الدولة الموحدية الجديدة (٥٤٤).


(٥٣٦) ينظر، النباهي، المرقبة العليا، ص ١٠٥ وما بعدها.
(٥٣٧) ينظر، السامرائي، علاقات، ص ٣٨٩ وما بعدها.
(٥٣٨) ابن الآبار، الحلة السيراء، ج ٢، ص ٢٠٣.
(٥٣٩) النباهي، المرقبة العليا، ص ١٠٣ - علام، الدولة الموحدية، ص ١٥٤.
(٥٤٠) ابن الآبار، الحلة السيراء، ج ٢، ص ٢١١ - ٢١٢.
(٥٤١) السامرائي، علاقات، ص ٣٣١ - ٣٣٢.
(٥٤٢) ابن الخطيب، أعمال، ص ٢٥٩ - عنان، عصر المرابطين، ص ٣٢١.
(٥٤٣) ابن الآبار، الحلة السيراء، ج ٢، ص ٢١٩ - علام، الدولة الموحدية، ص ١٦٦.
(٥٤٤) عنان، عصر المرابطين، ص ٣١٨ - إحسان عباس، تاريخ الأدب الأندلسي، ٣٩.

<<  <   >  >>