للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العملة واستقرار التعامل (٦٣١). ومن هذا التاريخ وما بعد أصبحت ولاية السكة من الوظائف المالية المهمة في الدولة يعهد بإدارتها إلى خالص الرجال (٦٣٢)، إلى جانب ولاية السوق وولاية الخزانة والضياع (٦٣٣). وقد ساعد الاستقرار السياسي عموماً في عصر الخلافة على تنشيط حركة الصناعة والتجارة، وقد اشتهرت موانئ الأندلس الشرقية بموانئها التجارية وبخاصة بعد بناء مدينة المرية قاعدة الأسطول الأندلسي في عام ٣٤٤ هـ، والتي أصبحت مدينة تجارية وصناعية مهمة. وأصبحت مركزاً للحط والإقلاع (٦٣٤). وبدأت الأوضاع الاقتصادية في الاضطراب عندما بدأ عصر الفتنة ٣٩٩ - ٤٢٢ هـ، فمرت بلاد الأندلس في فترة الحروب الأهلية أدت إلى إلغاء الخلافة وقيام عصر الطوائف.

عرفت الأندلس بوفرة خصبها وكثرة مواردها الزراعية والتي كانت مناطق الأرياف أهم مصادر هذه الثروة المتمثلة في الزيتون واللوز والرمان والتين والحبوب. وأما المعادن فهي من أهم الثروات الطبيعية التي جاءت بها أرض الأندلس، وبتنوعها تعددت مناطق استخراجها، وبخاصة اشتهرت الأندلس بالرخام والذهب (٦٣٥). كما اشتهرت الصناعات في مختلف أنحاء الأندلس حيث تخصصت كل ناحية في إنتاج صناعة معينة.

فعلى سبيل المثال تخصصت مرسية في صناعة الطرز الذهبية والأساور المذهبة والسكاكين والأسلحة، أما المرية ومالقة فقد اشتهرتا بصناعة الخزف والأواني الزجاجية والأقمشة. واشتهرت غرناطة بصناعة البلد وهو ثوب حريري ملون. ومن إشبيلية شاعت صناعة الأقواس والرماح والسهام بالإضافة إلى صناعة السرج المزينة وغيرها (٦٣٦).

إن الوصف العام للحياة الاقتصادية في الأندلس كما أورده ابن سعيد ونقله المقري، جاء في مصادر متأخرة عن القرن الخامس الهجري/عصر الطوائف، إلا أن هذا الوصف يطابق أحوال هذا القرن وذلك:

١ - إن النباتات والحيوانات التي وجدت في الأندلس خلال هذه الفترة كانت


(٦٣١) ابن حيان، المقتبس، ج ٥ عصر الناصر.
(٦٣٢) ينظر، ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ٢٠٨.
(٦٣٣) أيضاً، ج ٢، ص ١٩٩، ص ٢٠٥.
(٦٣٤) ينظر، الحميري، الروض المعطار، ص ١٨٣ - سالم، تاريخ مدينة المرية، ص ١٨ - عنان، الآثار الأندلسية الباقية، ص ٢٦٥.
(٦٣٥) ينظر، المقري، نفح، ج ١، ص ١٨٧.
(٦٣٦) المقري، نفح، ج ١، ص ١٨٨.

<<  <   >  >>