للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن انقطع وروده عن طريق المسالك الصحراوية الغربية، وظل الدينار المرابطي الذهبي الذي يزن أربع غرامات ونصف (٦٦٢)، مستخدماً لعدة قرون كأهم عملة ذهبية في المغرب (٦٦٣).

وقد عثر على كميات كبيرة من الدنانير المرابطية في شمال البلاد الإسبانية وفي غرب فرنسا، مما يدل على نشاط التجارة بين ممتلكات المرابطين وبين سائر بلاد أروبا (٦٦٤)، وحتى يروى أن هذه العملة وصلت إلى القسطنطينية (٦٦٥).

ونظراً لضراوة معارك الجهاد التي خاضتها دولة المرابطين ضد الممالك الإسبانية، فقد كثرت غنائم المرابطين من سلاح وحيوانات وأموال وأسرى. وأدى ذلك إلى نشاط تجارة هذه المواد في أسواق الأندلس والمغرب، ولا سيما تجارة الرقيق بالذات (٦٦٦).

وعموماً وصف النظام الاقتصادي في الأندلس والمغرب في ظل المرابطين بالرفاء والاستقرار ورخص الأسعار، إلا أن هذا الأمر تبدل في أواخر عهد المرابطين، عندما اضطربت الأوضاع بظهور حركة المهدي بن تومرت، وبتمرد أهل الأندلس على الحكم المرابطي (٦٦٧).

وأصبحت الأندلس ولاية موحدية، واتبعت الحكومة الموحدية في شؤون الجباية، سياسة الالتزام بأحكام الشرع على ما يجيزه من الزكاة والعشر. فقد نوهت رسالة عبد المؤمن التي وجهها إلى الطلبة والمشيخة والأعيان بالأندلس في عام ٥٤٣ هـ إلى المغارم والمكوس والقبالات وتحجير المراسي وغيرها من المظالم، ووجوب القضاء عليها وإجراء العدل في شأنها (٦٦٨). إلا أن هذه الموارد لم تكن كافية لسد متطلبات الدولة الموحدية التي تحملت أمر الجهاد في الأندلس، فاضطرت هذه الدولة إلى البحث عن


(٦٦٢) حركات، المغرب عبر التاريخ، ص ٢٠٣ - عبد العزيز بن عبد الله، مظاهر الحياة المغربية، ج ١، ص ٧٥.
(٦٦٣) أرشيبالد، القوى البحرية، ص ٣٨٧.
(٦٦٤) الحبيب الجنحاني، المرجع السابق، ص ٢٠.
(٦٦٥) حركات، المرجع السابق، ص ٢٣١ - Barbour, Morocco P. ٥٩
(٦٦٦) الصديق بن العربي، طوائف وشخصيات مسيحية بالمغرب، ص ١٥٥ - السامرائي، علاقات، ص ٤٨٤.
(٦٦٧) عنان، عصر المرابطين، ص ٤٣٧.
(٦٦٨) عنان، عصر الموحدين، ص ٦٢٤ - ٦٢٥.

<<  <   >  >>