للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقرأ فيه القاضي الشافعي صحيح البخاري بالمسجد الحرام في وقت واحد بعد صلاة الصبح وبعد ظهر الجمعة وكان الصبح وقت قراءة الشفاء لبعض الملوك المتقدمين وتركه مع قراءة البخاري في الظهر والعصر وذلك لضعف بدنه واستيلاء الحَب الفرنجي (١) عليه، وما هو إلا بكثرة دعاء الناس عليه وانتقام الناس منه بما يفعله معهم، فالله تعالى يُصلحه ويوفقُه ويُلْهمه رشده.

وفي يوم الأحد ثاني الشهر وُلد لقاضي القضاة الجلالي أبي السعادات المالكي ولد سّماه عبد اللطيف وسمّتْه أمه سيد الناس، وهي اسمها خديجة ابنة المعلم عمر بن محمد الحضرمي الخراز، وكان تزوجها سرًا فحملتْ منه، فلما وضعتْ (٢) هذا الولد أظهرها وتشوش أولاده وأمهم وأحباؤه لذلك، فالله تعالى يَقيه شر ما هنالك، ويسلك بنا وبه أحسن المسالك.

وفي ضحى يوم الأربعاء خامس الشهر وُلد للقاضي (٣) شرف الدين أبي القاسم بن قاضي القضاة الجلالي المالكي ابنة سماها سعادة وأمها ابنة عمه ست قريش ابنة الإمام زين الدين عبد المعطي ابن الإمام مكرم الطبري الشافعي، فالله تعالى يجعلها مباركة عليه.

وفي هذه الجمعة وصلت أوراق من المدينة الشريفة وفيها الإخبار أن جماعة من العرب وصلوا من الشام إلى العلاء وذكروا أن السلطان سليمان شاه ابن عثمان نوي


(١) الحب الفرنجي: من الأمراض التي انتشرت بالحجاز خلال هذه الفترة، وهو المسمى بداء الزهري، ولعله هو نفس المرض الذي يسمّى بالحب الفارسي والذي ظهر بدمشق خلال سنة ٩٠٨ هـ وبعدها. انظر ابن طولون: مفاكهة الخلان ١: ٢٦٦. وكان له ظهور بمكة في سنة ٩٠٩ هـ وفي سنة ٩١١ هـ، انظر غاية المرام للعز بن فهد ١٨٥،١٦٩:٣.
(٢) بالأصل: وضعته.
(٣) كلمة تكررت بالأصل.