للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولاد الكتاب بالدعاء والبكاء والنحيب. وكانت ساعة مقبولة بحمد الله لأنه ظهرت (١) نتيجتها قريبًا وتفرقوا، واستمر الإمام خير الدين المشار إليه يقنتُ بالناس في الصلوات الخمس وغلط بعض الناس في صلاته لعدم شعوره بفعله وكثرت القالات في ذلك، وربما تكلم القاضي الشافعي الجديد مع بعض إخوان الإمام في رده فلم يوافق واستمر على ذلك بقية جمعته.

ثم في أثناء الجمعة الثانية منّ الله تعالى على العباد والبلاد بالمطر القوي بمكة وغالب نواحيها ورخصت الأسعار قليلًا فوجد اللحم واللبن وغيرهما وجاءت الأخبار بوصول المسماري والجلاب من القصير فيها الحب. وتباشر الناس بالخيرات.

شهر جماد الأول استهل كاملًا بالأربعاء من سنة ٩٤٢ هـ (١٥٣٥ م)

وفي يوم الجمعة عاشره وصل لجدة ستة مراكب من بلاد الهند في غير أوان السفر منها، يقال في العشرين من النيروز وعادة السفر في السبعين. وعجب التجار من ذلك وتيسير الطريق والمسالك وسببه لطف الله تعالى وسلامة أهلها وذلك أن سلطان كنبايه وابن سلاطينها بهادر شاه ابن مظفر شاه ابن محمود شاه أخِذْت غالب مملكته على يد سلطان المغل محمد همايون بن بابر صاحب دلي (٢) ويقال هو من ذرية تمرلنك الطاغية، وهرب السلطان بهادر منه إلى الديو بعد دخوله إلى تخت مملكته ستايير (٣) وأخذ غالب تُحفه منها من الجواهر والنقود وأتلف ما فيها وشحن (٤) ما أخذه في هذه المراكب وغيرها وأركب فيها زوجته وأخاه (٥) وجماعته


(١) بالأصل: ظهر.
(٢) وهي مدينة دلهي.
(٣) ستاير: كذا ورد هذا الاسم بالأصل.
(٤) بالأصل: أشحن.
(٥) بالأصل: وأخيه.