للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعة وثلاثة واثنين ولعيالهم واحدًا ودون ذلك. ويقال مجموع ما فُرق على الفقهاء نحو ألفين وعلى العامة كل كبيرين يقال نحو ألفي أشرفي على عشرة آلاف نفس كما أخبر به جماعة من أخصائه. ولم يرض به غالب الناس.

وأشيع أنه ميّز جماعة بمبلغ كبير - الله أعلم بحقيقته - وأنشد بعضهم في الحال قول من قال:

مستحدَث النعمة لا يُرتجى … فكفّه مملوءة قفر

جُنّ له الدهر فنال الغنى … يا ويحه إن عقل الدهر

ولله در الإمام أحد الأعلام زين الدين عمر بن الوردي البكري المغربي حيث قال في القرن الثامن عن أهل زمانه العلماء الأعلام في التحذير من ولاية الأحكام:

لا تلي الحكم وإن هم سألوا … رغبة فيك وخالف من سأل

إن نصف الدهر أعداء لمن … ولي الأحكام، هذا إن عدل

فهو كالمحبوس عن لذاته … وعلى كفيّه في الحشر ثقل

لا تواري لذة الحكم لما … ذاقه الشخص إذا الشخص انعزل

فالولايات وإن طالت لمن … ذاقها فالسم في ذاك العسل

غير أني في زمان أهله … صاحب المال هو المولى الأجلّ

واتفق في هذا الشهر غلو الأسعار في الأقوات فبلغ الحب المصرية الكيلة نحو أربعة صغار وثلاثة عثامنة والدخن والذرة والرطل السمن بأربعة كبار والجبن واللبن واللحم فعزيز جدًّا لقلة الأمطار وقلة الواصل من البحر المالح جهة القصير واليمن. فألهم الله تعالى إمام مقام الشافعية العلامة المدرس خير الدين أبا الخير محمد ابن الإمام أبي السعادات الطبرى المكي في جمع جماعة من الرجال والصغار أولاد الكتاب ودخل بهم المطاف الشريف ضحوة نهار الأحد رابع عشر شهر ربيع الثاني ووقف ودخل بهم بهم أمام الباب الشريف والتجؤوا إلى الله تعالى والمصاحف الشريفة على رؤوس